الإعلامية و الصحفية إيمي حمدي سراج تكتب..الزوج المقهور: حين يتحول إنعدام ثقته بنفسه إلى قمع لنجاحات زوجته و يطفئ بريقها .
الزوج المقهور : حين يتحول انعدام الثقة بالنفس إلى قمع لنجاحات الزوجة وتدمير مستقبلها المهني
في مجتمعاتنا العربية، لا تزال المرأة تكافح لتحقيق التوازن بين دورها كزوجة وأم ودورها كفرد مستقل يسعى لتحقيق نجاحاته المهنية. ومع ذلك، تواجه بعض النساء تحديًا إضافيًا يتمثل في الزوج المقهور، الرجل الذي يعاني من ضعف الثقة بالنفس ويحوّل ذلك إلى أداة لقمع زوجته، تقليل من شأنها، وإطفاء بريقها أمام الآخرين.
قهر الزوجة: ضريبة نجاحها.
تعاني الزوجة العربية الطموحة من ضغوط اجتماعية هائلة، خاصة عندما تجد نفسها أمام شريك حياة لا يستطيع تحمل فكرة أنها أكثر نجاحًا أو حضورًا منه. هذا الزوج، الذي يشعر بالتهديد من إنجازات شريكة حياته، يلجأ إلى أساليب قهر متعمدة، تبدأ بالتقليل من احترامها أمام الآخرين، مرورًا بانتقاد إنجازاتها، وصولاً إلى الضغط عليها للتخلي عن طموحاتها المهنية بحجة أن الأولوية يجب أن تكون للأسرة.
التضحية المهنيّة من أجل الأسرة.
تجد الكثير من النساء أنفسهن مضطرات للتخلي عن وظائفهن وأحلامهن المهنية تحت وطأة الضغوط الأسرية، لتلبية متطلبات الزوج والأبناء. ومع أن الأمومة والأسرة تُعدان من أسمى الأدوار التي تؤديها المرأة، فإن ذلك لا يعني إلغاء هويتها المهنية أو التقليل من طموحاتها. لكن الزوج المقهور يرى في نجاح زوجته فشلًا له، بدلًا من اعتباره مصدر فخر ودعم للأسرة بأكملها.
تأثير المجتمع و نظرته للزوج .
في المجتمعات العربية، يُنظر إلى الزوج الذي يقهر زوجته ويقلل من شأنها على أنه شخص ضعيف وغير ناضج. المجتمع يعي تمامًا أن احترام الرجل لشريكة حياته ودعم نجاحها يُعدان انعكاسًا لثقته بنفسه وقوته. ومع ذلك، يستمر بعض الرجال في التمسك بهذه السلوكيات المدمرة، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الزوجية والعائلية.
ما الحل ... ؟
1. للزوجة:
الوعي بحقوقها: على الزوجة أن تعي حقوقها وأهمية الحفاظ على هويتها المهنية والشخصية.
الحوار: يجب أن تحاول فتح قنوات حوار بنّاء مع زوجها لتوضيح مشاعرها وأهدافها، مع التركيز على أن نجاحها هو نجاح للأسرة بأكملها.
البحث عن الدعم: إذا استمرت المشكلة، يمكنها اللجوء إلى مستشار أسري أو دعم من العائلة والمقربين.
2. للزوج:
معالجة ضعف الثقة بالنفس: يمكن أن يساعد العلاج النفسي في تعزيز ثقة الزوج بنفسه وتحسين علاقته بشريكته.
التقدير المتبادل: عليه أن يدرك أن نجاح زوجته ليس تهديدًا له، بل مكسبًا للأسرة بأكملها.
التواصل: تعلم فنون التواصل واحترام الشريك يمكن أن يساعد في بناء علاقة صحية ومتوازنة.
ختامًا
إن نجاح العلاقة الزوجية يعتمد على التقدير المتبادل والدعم المشترك. قهر الزوجة أو التضحية بطموحاتها ليس حلاً لبناء أسرة سعيدة، بل هو وصفة لخلق توتر دائم. على الرجل أن يدرك أن دعم زوجته واحترامها يعكسان قوته ورجولته، وليس العكس. أما الزوجة، فعليها أن توازن بين أدوارها المختلفة دون أن تسمح لأي شخص، حتى زوجها، بإطفاء شغفها أو طموحاتها