الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب .. عندما يتحول العالم الى عزبة ترامب
تخيلومعي، إذا استيقظنا صباحاً لنتفاجأ بأن الرئيس الامريكى دونالد ترامب أعلن رسمياً أنه اشترى الكرة الأرضية، نعم، الكرة الأرضية بأكملها، بصفقة وُصفت بأنها "أعظم صفقة عقارية في التاريخ". بالطبع، تم التوقيع على الصفقة في برج ترامب، تحت تمثال ذهبي ضخم له وهو يحمل الكوكب على كتفيه، فهل يمكننا أن نتخيل كيف سيبدو العالم إذا أصبح ملكية حصرية للرئيس ترامب؟
تغيير أسماء الدول والمدن
نعم، لا يمكن لترامب أن يدير عزبة بحجم العالم دون وضع بصمته الخاصة. فمثلاً، ستصبح القدس "ترامب-سالم"، والعاصمة الأمريكية واشنطن ستتغير إلى "ترامب-تاون"، الدول تصبح "ترامب تاورز"كل دولة ستحمل اسم مشروع عقاري ضخم. الصين؟ ستصبح "ترامب تاور شنغهاي"، والبرازيل ستتحول إلى "ترامب تاور ريو". حتى القطب الشمالي سيشهد بناء فندق جديد يحمل اسمه "Trump Ice Resort"، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة التزلج الفاخرة على جليد ترامبي خالص.
كل دولة ستكون مجرد ولاية جديدة في إمبراطورية ترامب، والحدود الدولية؟ لا داعي لها! ستكون كلها مفتوحة... ولكن بالطبع فقط لأعضاء نادي "مارالاجو" الفخم.
إدارة شؤون الكوكب عبر تويتر
لم تعد هناك حاجة لرؤساء، أو ملوك، أو حتى مجالس شيوخ، لماذا كل هذه البيروقراطية المعقدة بينما يمكنك إدارة كل شيء بتغريدة واحدة؟ سياسة ترامب لاند تعتمد بشكل حصري على تويتر، إن كنت سعيدًا؟ انتظر تغريدة تهنئة، غير راضٍ؟ استعد لاستقبال تغريدة نارية تعلن طردك من "ترامب لاند"، تويتر سيصبح الأداة الرسمية للحكم، والقوانين؟ قوانين التغريدات فقط.
الاقتصاد بنكهة "ترامب تاور"
العملات العالمية ستتحول إلى عملة واحدة، وهي "ترامبكوين"، البورصات ستتحول إلى نسخ عملاقة من كازينوهات "ترامب". هل لديك استثمار ناجح؟ إذا لم يكن يحمل اسم ترامب، فهو بلا قيمة، أما الشركات، فإما أن تتبع "العقيدة الترامبية" أو تواجه الإفلاس الفوري، مع تغريدة نارية من ترامب تعلن هلاكها الوشيك.
السياسة الخارجية بأسلوب رجل الأعمال
لم تعد هناك حاجة للدبلوماسية المعقدة أو المؤتمرات الصحفية الطويلة، ترامب سيعتمد على تغريداته، التي ستصبح الوسيلة الرسمية للتواصل بين الدول، فإذا أرادت دولة التفاوض حول اتفاقية تجارية أو سياسية، ما عليها سوى انتظار تغريدة من ترامب، وإذا لم تعجبهم، يمكنهم الانتظار لرد ترامب التالي، الذي ربما يتضمن حظراً اقتصادياً أو دعوة لزيارة ملاعب الجولف الرئاسية.
العقوبات... والقائمة تطول!
هل تخيلت يومًا أن الدول التي لا تشيد بعظمة ترامب قد تواجه "عقوبات شخصية"؟ فمثلاً، قد يُمنع رئيس دولة من متابعة برنامج "ذا أبرينتس" (The Apprentice) مدى الحياة! عقوبات ترامب ليست اقتصادية فقط، بل معنوية أيضًا، تخيل رئيس وزراء بلد ما يضطر للاعتذار علنياً عبر تويتر لأنه لم يعجبه برج ترامب في مدينته!
كل من يخالف تعليمات الرئيس ترامب سيتم منع وصوله إلى تطبيقات السوشيال ميديا أولاً، ثم تأتي العقوبة الكبرى: منعه من دخول ملاعب الغولف التابعة له في العالم. والأسوأ من ذلك، أنك قد تضطر إلى مشاهدة جميع حلقات "ذا أبرينتس" 24 ساعة يومياً، كنوع من العقاب النفسي.
الأمم المتحدة تتحول إلى "ترامب يونايتد"
لم يعد هناك حاجة لتلك الاجتماعات المملة في الأمم المتحدة. المقر سيُنقل إلى فندق ترامب في نيويورك، وكل الاجتماعات ستعقد في القاعة الرئيسية للفندق، وتبدأ بمزاد علني لشراء حق التصويت في القرارات العالمية، تريد التصويت لصالح قرار معين؟ فقط قم بشراء جناح فاخر وتناول العشاء مع الرئيس ترامب، وستحصل على صوتك بكل سهولة.
ترامب والحياة اليومية
حتى في حياتنا اليومية، سنرى تأثير ترامب في كل مكان، كل وجبة في المطاعم ستحمل اسم ترامب، مثل "ترامب برجر" أو "ترامب ستيك"، وستزينها توقيعات ذهبية باذخة،الأزياء؟ بالطبع، كلها مصممة على طراز بدلته الشهيرة وربطة العنق الحمراء الطويلة، أما الأخبار، فستتحول إلى قناة واحدة وهي "ترامب تي في"، حيث الأخبار اليومية تتضمن عبارات مثل "أعظم رئيس في تاريخ البشرية".
العلم في عصر ترامب
حتى العلوم لن تسلم! ربما نرى اكتشافات جديدة، مثل إعلان أن القمر ملكية خاصة لعائلة ترامب، أو أن الكائنات الفضائية تنتظر موافقته للاستثمار في المريخ، المؤتمرات العلمية ستتحول إلى حفلات إطلاق لمشاريع عقارية فضائية.
شعار العالم الجديد
لا يمكن لهذا العالم أن يستمر دون شعار خاص به،سيكون الشعار بالطبع "Make Earth Great Again"، وستُعلق القبعات الحمراء الشهيرة على تماثيل الزعماء والقادة حول العالم.
إذا تحوّل العالم فعلاً إلى "عزبة ترامب"، فكل شيء سيصبح ضخمًا، مبالغًا فيه، ومليئًا بالغرابة والعجائب ،العالم الجديد سيكون حفلاً مستمراً للغرابة، والضحك، والدهشة. ولكن على الأقل، سيكون لدينا تغريدات مثيرة للاهتمام كل يوم!
فى عزبة ترامب اضحك كركر
في هذا العالم المليء بالغرائب والعجائب، قد تضحك حتى تبكي، وقد تبكي حتى تكركر من جديد، في عالم ترامب، لا يوجد مكان للمنطق، لكن هناك الكثير من الأبراج الذهبية، والوجبات الفاخرة، والتغريدات اليومية التي تجعل حياتك مليئة بالضحك، حتى لو كنت غير متأكد إن كنت تضحك على النكتة... أم على الحقيقة المرة!
في النهاية، إذا كنت تريد الضحك من أعماق قلبك والعيون تدمع من شدة الضحك، فقط تذكر أنك تعيش في عالم ترامب حيث كل شيء ممكن... ما دمت تستطيع شراءه ببطاقة "ترامب الذهبية"!
