المستشار محمد سليم يكتب :رسائلى الى ترامب

على مر التاريخ، واجهت مصر العديد من التحديات الدولية والإقليمية، ولكنها دائمًا ما أثبتت قدرتها على الصمود والتكيف مع مختلف الأزمات. وعندما نتحدث عن دور مصر اليوم في الساحة العالمية، وتحديدًا في مواجهة مواقف مثل تلك التي أظهرها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال فترة رئاسته، نجد أن مصر بقيادتها وشعبها أقوى بكثير من أي ضغوط خارجية.
ترامب والنظرة الأمريكية لمصر
يسعى ترامب خلال فترة رئاسته لإعادة تشكيل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بشكل جذري، مع تركيز واضح على الدول العربية الكبرى، ومن بينها مصر.
اعتمد ترامب في سياساته على نظرية "الصفقة" التي تحكم كل شيء من تحالفات الدول إلى القضايا الاقتصادية. ولكن مصر لم تكن لتقف مكتوفة الأيدي أمام تلك المحاولات لتشكيل مسارها السياسي والاقتصادي، بل أظهرت قدرتها على الوقوف بحزم، والدفاع عن سيادتها ومصالحها الوطنية.
ترامب، الذي سعى لإعادة توازن القوى في المنطقة وفق أجندة أمريكية صرفة، واجه موقفًا ثابتًا من القيادة المصرية التي تعرف جيدًا كيف تدير علاقاتها الدولية بحنكة وذكاء. رغم الضغوط، لم تخضع مصر لتلك الرؤية، بل أكدت على دورها المستقل كمحور استراتيجي لا يمكن تجاهله.
قوة الشعب المصري أمام التحديات
الشعب المصري، الذي مر بالكثير من المحن والأزمات على مر العصور، لم يكن ليرضخ لأي ضغوط أو تأثيرات خارجية. ترامب، الذي اعتاد على التعامل مع دول أخرى بمنطق الهيمنة والتفاوض بالقوة، لم يدرك أن مصر تمتلك شعبًا قويًا لا يخاف التحديات،المصريون يدركون تاريخهم، ويعرفون جيدًا كيف يصنعون مستقبلهم. الأزمات التي مرت بها البلاد لم تزدهم إلا إصرارًا على النهوض مجددًا، وتوحيد صفوفهم خلف قيادتهم لتحقيق التنمية والاستقرار.
مصر، الدولة التي لطالما كانت مهد الحضارات، لا تحتاج إلى من يحدد لها مسارها. ترامب ومن قبله العديد من القادة الدوليين ربما لم يدركوا أن مصر ليست مجرد رقم في معادلات السياسة العالمية، بل هي دولة تمتلك ثقلًا تاريخيًا وجغرافيًا لا يمكن تجاوزه.
القيادة المصرية: الحنكة والصلابة
في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، استطاعت مصر أن تعزز من مكانتها الدولية والإقليمية، وتبني علاقات متوازنة مع مختلف القوى العالمية. السيسي، الذي يدرك تمامًا حجم التحديات التي تواجه البلاد، يعرف كيف يتعامل بحنكة ومرونة مع تلك الضغوط، سواء كانت من ترامب أو من غيره.
بينما يسعى البعض لتفتيت الصفوف، فإن القيادة المصرية دائمًا ما تعمل على توحيد الشعب خلف رؤية واضحة للتنمية والاستقرار. وهذا ما جعل مصر تقف بقوة أمام أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية أو فرض أجندات خارجية عليها.
مصر أقوى من ترامب
في نهاية المطاف، مصر بأرضها وشعبها وقائدها أقوى من أي رئيس أو زعيم عالمي، مهما كانت قدراته أو تأثيره، دونالد ترامب، برغم محاولاته لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم مصالح بلاده والصهيونية العالمية، لم يستطع أن يفرض على مصر شيئًا لم تكن تريده.
مصر ستبقى قوية، بفضل تاريخها العريق، وشعبها الواعي، وقيادتها الحكيمة. ترامب جاء وذهب، كما سيأتي ويذهب العديد من القادة الدوليين، لكن مصر ستظل ثابتة في مكانها، تواجه التحديات وتبني مستقبلها بإرادة لا تنكسر.
ترامب استعد لتفاجأ بالرد الصارم
"نقول لك يا ترامب: ستفاجأ برفض مقترحاتك حول نقل سكان غزة إلى سيناء خلال لقائك مع الرئيس السيسي في واشنطن"حيث يؤمن الرئيس السيسى بسيادة الدول وإن هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ومن بين هذه الخطوط، سيادة الدول وكرامتها الوطنية، لذا، إذا كنت يا ترامب تتصور أن مصر قد تكون مسرحًا لحلول غير مقبولة إقليميًا، فنحن هنا لنخبرك بوضوح أن اقتراح نقل سكان غزة إلى سيناء، ليس فقط مرفوضًا، بل هو خارج تمامًا عن إطار المنطق والسياسة الواقعية.
مصر، بقيادتها وشعبها، تقف بحزم ضد أي محاولات لتفريغ الأراضي الفلسطينية أو تحويل الصراع إلى أراضيها، خلال لقائك المرتقب بالرئيس عبد الفتاح السيسي في واشنطن، عليك أن تدرك أن مصر لن تقبل بأي حلول على حساب أراضيها أو سيادتها، سيناء، التي دفع أبناؤها دماءهم من أجل تحريرها واستعادتها، ليست مكانًا لأي مخططات سياسية مشبوهة.
الرئيس السيسي، الذي يمثل إرادة شعبية قوية، سيواجه مقترحاتك بحزم وصراحة، مصر لا تقبل بأي حلول تأتي على حساب حقوق الفلسطينيين أو تحول أرضها إلى جزء من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ما تقدمه مصر للفلسطينيين هو الدعم السياسي والمعنوي لاستعادة حقوقهم المشروعة، وليس تقديم أراضيها كبديل لأي حلول قد تراها أنت سهلة، لذلك يا ترامب، استعد لتفاجأ بالرد الصارم.
كاتب المقال المستشار محمد سليم عضو المحكمة العربية لفض المنازعات بين الدول العربية وعضو اللجنة الد ستورية والتشريعية بمجلس النواب السابق