الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب: الشاشة في رمضان كثير من القرف والعبث والإعلانات

الي متي يتكرر سيناريو رمضان التليفزيوني كل عام بنفس الطريقة اعلانات ثم اعلانات بنفس الوجوه وبنفس البذخ في تكلفة الاعلانات وتكرار إذاعتها حتي الملل وبنفس الاعمال الدرامية الفجة ونفس المخرجين ونفس الأبطال والبطلات ونفس الألفاظ السوقية بل والمزيد من الانحطاط والانحدار بالذوق العام واقتحام البيوت بهذه المشاهد وتلك الألفاظ والأشكال المقرفة.
هل يمكن بسرعة حل جذري لوقف او الحد من تغول الاعلانات علي الدراما وتشتت المشاهد وإفساد المتعه
مطلوب علي وجه السرعة الارتقاء بالعمل الدرامي في اطار قيم المجتمع والاهتمام بالكوميدي
مطلوب ايضا علي وجه التحديد وقف إعلانات التسول وتشويه الذوق العام
ايضا لابد منع من ظهور النجم في اعلانات لشركات منافسة
واخيرا هل يمكن ابتكار وسائل تسويقية جديدة بديلا عن الاعتماد على نجوم الفن والرياضة
??
كل هذه الأمور اصبحت حديث الناس بعد مرور ثلاثة أسابيع من شهر
رمضان المبارك الذي يعد موسمًا ذهبيًا لصناعة الدراما والإعلانات حتي انه يمكن القول ان المسلسلات الجديدة ليس لها وجود طوال العام الا في رمضان وتتسابق القنوات الفضائية ومنصات البث الرقمية ايضا على تقديم محتوى قد يجذب ملايين المشاهدين. جريا وراء الربح من اذاعة الإعلانات. يعني كل ما يقدم علي الشاشة في خدمة الاعلانات ليس الا ولذلك لا تتعجب اذا كان المسلسل مدته ثلاث ساعات فمنهم فقط نص ساعة دراما
وجريا وراء جذب الجمهور وجدنا اعمالا درامية في منتهي الانحطاط والتخلف والألفاظ التي لا يمكن من قبل تخيل إذاعتها في القنوات التلفزيونية ألفاظ ومواقف مخجلة وغير مناسبة للبيت المصري ولا اي بيت في العالم وفي رمضان
المهم انه بعد اقتراب رمضان من نهايته اصبح واضحا جدا ان الناس ترفض هذا المستوى المتدني من المسلسلات وتقاطعها وهناك انصراف غير مسبوق عن متابعة المسلسلات وسيبك بقي من التصريحات العنجهية للمثلات والممثلين والمخرجين اللي يقولك انا مسلسلي رقم واحد وحقق تسع تلاف مليون مشاهدة كل ده أونطة
والحقيقة أن الشركات الكبرى يجب ان تكون لها موقف واضح وتنحاز انحيازا كاملا للجمهور وتتوقف عن الاعلان في مثل هذه الاعمال الدرامية الهابطة وتوجه الميزانيات الضخمة التي تنفق في اعداد وإذاعة هذه الاعلانات الي اعمال المسئوليه المجتمعية ودعم البرامج التدريبية
والملاحظ ان مياه كثيرة جرت في النهر وشهد العالم تغيرات كثيرة في مجال الاعلان والدراما ومازالت الاعمال الدرامية والاعلانات لم تتغير بل ما حدث انها تدهورت
والحقيقة ان الاعتماد على نجم كبير او مجموعة نجوم دون فكرة مبتكرة ليس ضمانا للنجاح كما ان تنقل النجوم للاعلان عن شركات أخرى منافسة يفقدها المصداقية
ونظرة عامة على ما تعرضه شاشات التلفزيون والمنصات خلال رمضان نجد مجموعة كبيرة من السلبيات ابرزها بالطبع تغول الإعلانات على الدراما والبرامج وايضا تدني جودة الاعمال الدرامية وانحدار المستوى الاجتماعي والاخلاقي وغياب الهدف وأحيانآ سلق المشاهد
ايضا لم يعد خافيا التنافس والسباق الغريب بين شركات المحمول الاربعة في الصرف على إعلانها الرمضاني
وقد شهدت الإعلانات تنافسًا شديدًا بين الشركات والعلامات التجارية، التي استثمرت ميزانيات ضخمة لجذب انتباه الجمهور.
ونسي القائمون على امر هذه الاعلانات الحكمة الشهيرة: كل شيء يزداد عن حده فإنه ينقلب إلى ضده
والحقيقة أن المنافسة بين شركات المحمول لا تقتصر فقط على تقديم خدمات متميزة وشبكة قوية واسعار تنافسية بل تمتد وتركز اكثر
على الإبداع في الإعلانات. فكل شركة تسعى لإيصال رسالة تسويقية بطريقة مميزة تضمن لها التفوق في هذا السباق من خلال استثمار نجوم الصف الأول، ولذلك اصبحت إعلانات شركات المحمول خلال رمضان جزءًا لا يتجزأ من التجربة الرمضانية التلفزيونية، وينتظرها المشاهدون كجزء من متعة الموسم. ومع قرب انتهاء الشهر الفضيل، يبقى السؤال: أي من هذه الإعلانات سيظل راسخًا في ذاكرة الجمهور؟ وأيها سيتلاشى سريعًا بمجرد انتهاء الموسم؟
أطلقت شركة “وي” إعلانها الرمضاني بعنوان “قلوبنا أقرب” بالتعاون مع الفنان تامر حسني. ركز الإعلان على تعزيز الروابط الإنسانية والتقارب بين الناس خلال الشهر الكريم، مما لاقى استحسانًا واسعًا من الجمهور.
أطلقت شركة فودافون إعلانًا مميزًا بعنوان “تيجي نعيش”، جمع بين النجم المصري محمد صلاح والفنانة اللبنانية نانسي عجرم. الإعلان تميز بأجوائه الدافئة، حيث ظهرت ابنة محمد صلاح، ليا، وابنة نانسي عجرم، ميلا، مما أضفى لمسة عائلية خاصة.
ايضا كانت شركة اي اند كالعادة متميزة وجاء الاعلان هذا العام بصوت النجمة شيرين ومجموعة متنوعة من النجوم وبفكرة مميزة كما ان اعلان اورنج كان بنفس الفكرة والملاحظ ان الشركات الاربعة تقريبا اعتمدت على نفس الفكرة التقارب الاسري والأصدقاء ولم يكن هناك اي إشارات الي الخدمات الجديدة مثل مكالمات الانترنت والآي سيم وغيرها
وختاما يبقي شهر رمضان موسماً خاصاً لصناعة الدراما والإعلانات ايضا حيث فرصة الابداع والتميز والتنافس قوية للاستحواذ علي عين واهتمام الجمهور ولكن ما يحدث قد يصرف الناس تماما عن مجرد النظر إلى الشاشة
مقالات ذات صالة
الكاتب الصحفى جهاد عبد المنعم يكتب .. لقاء السحاب بين تيك توك وكرستيانو رونالدو
الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب .. السياحة العلاجية استثمار واعد