الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب: خالد صلاح .. معاويه وخطوة جريئة لاعادة قراءة التاريخ الإسلامي

الجدل الكبير الذي اثاره مسلسل معاويه منذ الحلقة الأولى في بداية شهر رمضان المبارك وحتي قبل ان تظهر ملامح العمل يحمل الكثير من المعاني وعلامات الاستفهام ومع تسلسل الأحداث وتبلور شخصية معاويه ابن ابي سفيان طبقا للنص الذي كتبه الكاتب الصحفي خالد صلاح تزايدت موجات الجدل والانتقادات والتساؤلات ومهما يكن من امر هذه التساؤلات وتلك الانتقادات فان ذلك كله علامة تميز ونجاح كبير وبداية جديدة لتناول التاريخ الاسلامي والشخصيات الدينية خاصة انها تقريبا المرة الأولى التي يسمح بتشخيص الصحابة العظماء مثل ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب وتقريبا معظم الصحابة رضي الله عنهم جميعا
والحقيقة ان الكاتب الصحفي خالد صلاح دائما يحمل مشعل او راية التجديد ولا يقبل ان يكون مجرد نفر في قطيع وسيذكر تاريخ الصحافة في مصر والمنطقة العربية ان خالد صلاح اول من ارسي قواعد الصحافة الإلكترونية وصحافة الاون لاين في خطوة مهمة جدا للتحول من الصحافة الورقية الى صحافة الاون لاين وكانت تجربة اليوم السابع رائدة واذهلت الجميع بالنجاح المبهر وتبعتها الصحف الورقية بانشاء مواقع الكترونية ثم اصبح عدد المواقع الالكترونية لا يحصي
المهم ان الريادة في هذا التحول الرقمي كانت علي يد خالد صلاح
ولكن هل يفغل خالد في التناول والكتابة التاريخية ما فعله مع الصحافة بمعني هل تنتهي المسلسلات الدينية او التاريخية التقليدية القائمة على الزعيق والصياح والفريقين المسلمين بالملابس البيضاء والطيبة المفرطة في مواجهة الكفار الغلاظ الذين يستمتعون بالنساء والخمور وغدا نقتل محمدا
بكل تأكيد اصبحت هذه التيمة في كتابه واخراج المسلسلات الدينية والتاريخية فجة وغير مقنعة لاحد في ظل التحولات الاجتماعية الرهيبة ووجود السوشيال ميديا والإنترنت
اعتقد ان خالد صلاح في مسلسل معاويه كان جريئا جدا كعادته ولم يخش لومة لائم وكتب بإسلوبه ورؤيته وريادته في التجديد
والحقيقة ان مسلسل معاويه خطوة جريئة لإعادة قراءة التاريخ الإسلامي، كشف بها الكاتب خالد صلاح الكثير من الزوايا المظلمة في كتابه التاريخ وكما قال في تصريحات معلنه ان العمل يهدف إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية لشخصية معاوية بن أبي سفيان، بعيدًا عن السرديات التقليدية التي غالبًا ما تصفه إما بالبطل المنتصر أو بالخصم المهزوم ولا يسعى المسلسل لتقديم رواية تاريخية منحازة، بل يهدف إلى تقديم قراءة درامية لشخصية معقدة. ولم يكن قصدنا أن ننتصر لرؤية على أخرى. أردنا أن نقترب من معاوية، لا كخليفة نقش اسمه على دواوين الحكم، بل كإنسان وجد نفسه في قلب زلزال لا يهدأ، وأجبرته الحياة على أن يكون لاعبًا رئيسيًا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه”.
يستعرض المسلسل، الذي أخرجه ببراعة طارق العريان، فترة الفتنة الكبرى التي أعقبت مقتل الخليفة عثمان بن عفان، مرورًا بتولي الإمام علي بن أبي طالب الخلافة، وصولًا إلى تأسيس الدولة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان.
يشارك في بطولة العمل نخبة من النجوم العرب، من بينهم لجين إسماعيل في دور معاوية، وإياد نصار في دور الإمام علي، وأيمن زيدان في دور عثمان بن عفان.
وبالطبع وكأي تجديد سوف يظل العمل مثيرا للجدل وقد يمنع من العرض في عدد من الدول العربية والإسلامية ولكن الجرأة والشجاعة
في مواجهة هذه الانتقادات، مهمة صعبة للغاية واكيد صناع المسلسل يعلمون ذلك وهو ما اكده خالد صلاح حيث قال أن الهدف من المسلسل هو طرح تساؤلات ودعوة المشاهدين إلى إعادة التفكير في الشخصيات التاريخية بعيدًا عن الأحكام المسبقة. فالعمل لا يسعى لتقديم إجابات نهائية، بل يهدف إلى فتح باب الحوار والتأمل في تعقيدات التاريخ الإسلامي وشخصياته المحورية.
ولذلك ادعو المشاهدين إلى النظر إلي المسلسل من زاوية إنسانية تتجاوز التصنيفات التقليدية.