محمد البدرشينى البرلمانى السابق يكتب لـ ”بوابة الدولة” عن ذكرياته تحت القبة
فى صباح ايام اخر الاسبوع من العام ١٩٩٣ كما تعودت دائما الاستماع الى محطة صوت العرب صباحا فإذا بي استمع الى خبر ازعجنى وهزنى بشدة من اعماقى وهو يقول سيقوم وفد رفيع المستوى يمثل لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومى الصيونى بزيارة البرلمان المصري ...فقمت مهرولا أسابق قطار الإسكندرية_ القاهرة
وأثناء وجودى بالقطار قمت بكتابة مذكرة للسيد الدكتور احمد فتحى سرور فحواها مااستمعت إليه من خبر مزعج وسألت واكدت إذا كان الخبر صحيح فإننى اعترض على هذه الزيارة ولابد من أخذ رأي المجلس بالموافقة من عظمة لكى يتضح موقف كل نائب من هذا الحدث المزعج وعند دخول مبنى البرلمان قابلنى د فتحي سرور على باب مكتبة متسائلا مالذي جاء بك فى هذا الوقت حيث لا انعقاد لجلسات ...فقدمت له المذكرة، فقرأها وكأنه يعرف مابها واندفع قائلا من ناحية الخبر فهو صحيح اما الزيارة التى الحوا فى طلبها مدة عامين فهي زيادة للجنة العلاقات الخارجية وليست زيارة للمجلس وبدلا من الاعتراض مكتوبا على ورقة او بيان ..فالتواجههم وتقول لهم ماتريد بدلا من الاختباء وراء ورقة.. .وهنا اسقط فى اما الرضاء بالأمر الواقع أو استكمال المواجهة.
المشهد الثانى وهو يوم وصول الوفد الصهيونى كنت قد حضرت لمقر المجلس بساعتين .خوفا من أن يتم تغير الميعاد كمناورة ونكون بذلك خسرنا جولة كانت تحسب لكل التيار الوطنى والقومي العربي .وبادرنى د.سرور مبدر يعنى فقلت له .بدرى احسن من متأخر ..ولكى اوأكد على ماسبق وان قلت لسيادتكم. لن يدخولوا المجلس فلم يعقب وفجأة اللواء يسرى الشيخ مدير مكتب رئيس المجلس يبلغ د سرور عن وصول الوفد الصهيونى.
الجزء الثانى من الاحداث بعدما فاجائنى د سرور بهذا الرد.كان .الصمت صعبا .والاصعب هو قرارى فسرعان ماقلت له .موافق ولكن بشرط وكأننى اعطيت اه الحل السحرى والنفسي التى حدثتنىونحن نعقد المؤتمرات والندوات ونردد الهتافات ضد الصهيونية . ثم نصدر بيان مكتوب يوزع على بضعة الاف.ثم نستكين ونهدأ.
.فبدلا من ذلك فليكن البيان مسموعا بدلا من أن يكون بنمطية الكتابة المعتادة وللخروج من مأزق الزيارة ..كان الشرط الاول هو أن يكون الكلام باللغة العربية لكى لإيؤل. كلامى وهؤلاء القوم .صناع تغير معانى الكلام .فرد .د فتحي..هما بيتكلموا عربي كويس ومع ذلك اثنين من أكفأ.المترجمين .
.الشرط الثانى هو أن بالوقت متسع لكلمتى دون مقاطعة فرد د.فتحي وكأنه قد سبق ان اعد إلرد علي كلامى ..
الشرط الثالث الا تدوس أقدامهم ارض البرلمان .فأنزعج
د سرور وقال لى بصوت حاد كيف ذلك ..فأعدت عليه القول.لن يدخولو إلى المجلس..وان كان ولابد فعلى سيادتكم أصدر أمر الحرس الخاص لسيادتكم بإطلاق النار على .قبل دخولهم ارض المجلس ويعبرون على جثتى .إلى داخل ارض البرلمان ..فأنفعل د فتحى لانه لم يكن يتوقع هذا الرد ...وأخذ يتمتم بكلمات .لم افهم منها إلا كلمة هرتلة وفتحة صدر اسكندرانى ..فكان ردى اشهد الله ان أننى أبلغت سيادتكم ...
والمضحك الباكى أن رئيس الوفد الصهيونى المدعو ..اورى اور يتحدث عن السلام وإقامة السلام فى المنطقة ..والعجيب أننى وجدت أعضاء اللجنة يتكلمون من نفس الزاوية والتأكيد على أننا نعيش عهد السلام .فكانت هذه الكلمات بالنسبة لى هى ضربات جزاء..اسجل منها اهداف مضمونة ..وجاء صوت د..عبداللاه يعطينى الكلمة ردا على طلبى للكلمة ..وانا ذاهب الى ميكرفون المنصة وذهنى لايردد إلا كلمة السلام السلام.السلام
فبدأت كلمتى بسم الله الرحمن الرحيم قال المولى سبحانه وتعالى لتجدن أشد الناس عداوة للذين ٱمنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إن نصارى...وقال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر لاصلح ولاتفاوض ولا اعتراف بإسرائيل
فعند سماعة خبر وصول ذلك الوفد المرفوض جماهيريا إلا قلة استفادت من تلك العلاقة الغير طبيعية..وجدت نفسي مندفعا إلى الباب الرئيس لمجلس الشعب ومن ورائى ..د سرور.ووجدت المشهد المسرور وهو وقوف أعضاء هذا الوفد المرفوض بجانب السور الحديدى للمجلس يتناولون مشروب الضيافة من عصير الليمون.. وأشار إليهم .د سرور بالتحرك .وانا اقف على باب المجلس متحفذا ومشدودا لا شيئ يخالف مارددته على مسمع .د سرور .ووجدت الوفد الصهيونى وامامة بعض رجال مراسم المجلس يتوجهون تجاة مجلس الشورى خلف مبنى البرلمان الذي يقع بجانبه مبنى الرى المهجور والذى يعد لاستقبال لجان المجلس بعد إعداده لذلك .وقفت مندهشا إلى اين هم ذاهبون .فإذا بالدكتور سرور بإنفعال يقول لى .تفضل .تفضل .مشيرا إلى خط سير ذلك الوفد الصهيونى ..فلملمت حواسى المبعثرة ..وبدأت اتحرك من خلفهم .وانتظرت حوالى الدقائق العشر ..حتى تإكدت أنهم بداخل مبنى الري .
وأنه ليس هناك مناورة لتفادى الصدام مع هذا.الوفد الغير مرحب به ..ولكن حينما إدرت اكرة باب اللجنة تصورت أن غمامة الغروب قد انسحبت على غرفة اللجنة .والجميع أصابهم الصمت الحذر ولكن صوت د.عبد اللاه الذي مزق هذا الصمت وهو يعلن الترحيب بالنائب المستقل محمد البدرشينى والذي يمثل التيار الناصري بالبرلمان .ودعوتى للجلوس الى طاولة الاجتماع التى جمعت ممثلى الوفدين .ولكننى اجبت .د.عبداللاه أننى سأشرف بالجلوس بطاولة السادة الصحفين.والتقطتنىعيون صقر الصحافة محمود نفادى فأفسح لى مكان بجانبه.فى الوقت الذى قال لى د.عبداللاه..تفضل بالجلوس على الطاولة .لكى استخدم الميكرفون لتسجيل كلمتى بالجلسة..فقلت له سأستخدم ميكرفون منصة اللجنة وقت القاء كلمتى.
كاتب المقال محمد البدرشينى البرلمانى السابق