قرأت لك.. الإسلام فى السويد كتاب عن مستقبل المسلمين فى أوروبا
نلقى الضوء على كتاب "الإسلام فى السويد.. مخاطر الإسلاموية وتحديات الاندماج" الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث، والذى يناقش مسارات تعاطى المملكة السويدية مع الجاليات المسلمة الوافدة إليها، ويراقب مستويات اندماجها وعقباته، فى مؤشرين أساسيين: نفوذ التنظيمات الإسلاموية الانعزالية، والقراءة الخاطئة للعنف الحركى من قبل الدولة.
وقدم الكتاب للأنماط الحركية النشطة والساكنة فى السويد، بدءاً من التنظيمات الإسلاموية، مروراً بدعاة العنف الرمزى، وصولاً إلى رموز التطرف العنيف، المشتركين فى تسفير الإرهابيين السويديين للانضمام إلى تنظيم داعش بين عامى (2014-2016).
طرح الكتاب موقف حزب "ديمقراطيو السويد" من المهاجرين عموماً، ومن المسلمين خصوصاً، وتطرق إلى التجربة السويدية فى تدريس التربية الدينية الإسلامية للمسلمين ومناهجها، وقيّم مناهج تكوين وتأهيل الأئمة والمرشدين الروحيين، وحرص على فتح الباب لإبراز وجهة النظر السويدية للعنف والقمع المتصل بالنساء، والذى أصرّت دراسات وقوانين سويدية على تسميته بـ"جرائم الشرف".
شكل النفوذ الإسلاموى المتحوّر فى السويد، أحد أبرز الملفات فى الكتاب، فركز على جماعة الإخوان وحزب التحرير والحركات "الراديكالية الساكنة" التى أدرجها السويديون تحت مسميات "نقائية وطهرانية" قدّمت إحدى الدراسات تحليلاً حول بواعث تطرف الأفراد، التى تسببت فى سفر عدد من السويديين للانضمام إلى داعش.
ولئن تقادمت صلة المسلمين بالسويد، منذ قرون أبعدها مزاعم وصلتها بالقرنين السابع والتاسع الميلاديين، ثم الجهود الاستشراقية المعهودة، والهجرات التترية القديمة؛ إلا أنّ الدارسين -السويديين- حصروا الملاحظات بالهجرات التى تمت فى القرن العشرين، الأمر الذى جعل الدراسات تعتمد على مناهج "لفهم آخر يندمج" فصعّب ملاحظة نشوء "إسلام سويدى" أو أوروبى "تقليدي" سابق على الهجرات، فاستعيض عنه باستجابةٍ -ربما غير مقصودة- للإسلاموية، التى أفادت من النظريات العلمية الواقعية، التى تهمل طبقات النص فى خطاب الإسلامويين؛ فظهرت هشاشة الدراسات الأكاديمية فى فهمها على مستويين: استيعاب الممثلين الروحيين، والالتزام بالحريات.
بينت دراسة أن الأكاديميين السويديين وقعوا فى أخطاء منهجية فى دراسة ظاهرة الإسلام السياسي، فلم يتمكنوا من تحديد التقاطعات بينها، وزعم الباحث أن سبب مرده اعتماد الباحثين السويديين الآخرين على مناهج بحث تنتمى إلى ما بعد الحداثة، حيث يُنظر إلى مفهوم الحداثة والعلمانية والديمقراطية والتعدد الثقافي، نظرةً نسبية تساوى الإخوان المسلمين، بالأحزاب الاشتراكية الديمقراطية فى المجال الاقتصادى والأحزاب المسيحية الاجتماعية فى مجال الأسرة.
واقترح الباحث أن السبب الآخر لهذا الخلل المنهجي، يكمن فى عدم إجادة الباحثين المتخصصين فى الإرهاب والحركات الإسلاموية للغة العربية، مما حال دون متابعة ازدواجية الحركيين داخل السويد والعالم.