فقدت الإنسانية رجلاً من أغلى الرجال .. السادات يعلن رحيل جمال عبد الناصر
تمر اليوم الذكرى الــ 51 على رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذى توفى يوم 28 سبتمبر من عام 1971، وقد علم المصريون والعالم أجمع بخبر الوفاة من بيان ألقاء أنور السادات، نائب رئيس الجمهورية.
يقول البيان:
"فقدت الجمهورية العربية المتحدة وفقدت الأمة العربية وفقدت الإنسانية كلها رجلا من أغلى الرجال، وأشجع الرجال وأخلص الرجال وهو الرئيس جمال عبد الناصر الذى جاد بأنفاسه الأخيرة فى الساعة السادسة والربع من مساء يوم 27 رجب 1390 الموافق 28 سبتمبر1970، بينما هو واقف فى ساحة القتال يكافح من أجل وحدة الأمة العربية ومن أجل يوم انتصارها.
لقد تعرّض البطل الذى سيبقى ذكره خالدا إلى الأبد فى وجدان الأمة والإنسانية لنوبة قلبية حادة بدت أعراضها عليه فى الساعة الثالثة والربع بعد الظهر، وكان قد عاد إلى بيته بعد انتهائه من مراسم اجتماع مؤتمر الملوك والرؤساء العرب الذى انتهى بالأمس فى القاهرة والذى كرّس له القائد والبطل كل جهده وأعصابه ليحول دون مأساة مروّعة دهمت الأمة العربية.
إن اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى العربى ومجلس الوزراء (وقد عقدا جلسة مشتركة طارئة على أثر نفاذ قضاء الله وقدره) لا يجدان الكلمات التى يمكن بها تصوير الحزن العميق الذى ألمّ بالجمهورية العربية المتحدة وبالوطن العربى والإنسانى إزاء ما أراد الله امتحانها به فى وقت من أخطر الأوقات ....، إن جمال عبد الناصر كان أكبر من الكلمات وهو أبقى من كل الكلمات، ولا يستطيع أن يقول عنه غير سجلّه فى خدمة شعبه وأمته والإنسانية مجاهدا عن الحرية ومناضلا من أجل الحق والعدل ومقاتلا من أجل الشرف إلى آخر لحظة من العمر.
ولعلّ هذه الكلمات لا تكفى لعزاء جمال عبد الناصر رغم أن الشيء الوحيد الذى يمكن أن يفى بحقه وبقدره هو أن تقف الأمة العربية كلها الآن وقفة صابرة صامدة، شجاعة، قادرة حتى تحقق النصر الذى عاش وأستشهد من اجله ابن مصر العظيم وبطل هذه الأمة ورجلها وقائدها حيث يقول تعالى «..... يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتي...».
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.