مديحة يسري والقصة الكاملة لطفلتها «وفاء» بنت الشهر السادس
عاشت مديحة يسري بعد ولاتها لطفلتها البكر« وفاء »على أمل أن تجتاز الشهرين الناقصين حتى تتم الشهر التاسع بعد أن تم ولادتها في شهرها السادس، بالرغم من أن طفلتها اجتازت مرحلة الخطر بعد أن أتمت الشهر السابع إلا أن قلب الأم لم يشعر بالراحة.
وكما تم نشره في مجلة الجيل الجديد في 7 ديسمبر 1953، فقد جاءت الطفلة ضعيفة جدًا لأن مديحة في هذا الوقت كانت تسير على نظام «رجيم» خاص لتحافظ به على رشاقتها، حتى نقص وزنها قبل الوضع بقليل نحو ثلاثة كيلو جرامات.
وعندما حملت مديحة إلى المستشفى في شهرها السادس من الحمل أمضت 24 ساعة في وهم قاتل وهو أن الأطباء سيشقون بطنها لتتخلص من الآلام المبرحة التي كانت تعانيها دون أن تأخذ أي مخدر حتى نزل الجنين.
تعود إليها بعد شهرين
وكان الطبيب الذي تولى هذه المهمة هو الدكتور جميل والي الذي وجه كل عنايته لإنقاذ الأم قبل حياة الجنين، ولكن عناية الله شاءت أن يكتب للاثنين السلامة ويجيء الجنين كامل التكوين.
وعادت مديحة إلى منزلها بعد أن تركت الطفلة في المستشفى مع الأطفال الذين يولدون قبل الشهر التاسع وممرضة ألمانية تدعى أناليز حتى تتم الطفلة الشهور الناقصة، وبهذا لن تعاد إليها ابنتها قبل شهرين.
عرسان لوفاء
وذهبت مديحة إلى منزلها وظلت جالسة بجوار آله التليفون التي لا تتركها لحظة واحدة لكي تطمئن على صحة الطفلة التي أصبحت لها كل شيء، ولا تنقطع عن التفكير فيها هي ووالدها محمد فوزي اللذان لا يملان الحديث عن مستقبلها.
وكانت مديحة تستقبل يوميًا رسائل من المعجبين الذين يطلبون يد ابنتها لأولادهم عندما تكبر، وتلقت هدايا كثيرة بهذه المناسبة، وكان أعزها إليها مصحفًا ثمينًا تتبرك به وتتلو فيه بعض الآيات الكريمة.
ابنها الثاني ووفاة ابنتها
وظلت الطفلة تعاني من آثار الولادة المبكرة وظلت لمدة عامين بالحضانة، وفي اليوم الذي علمت فيه مديحة يسري أنها حامل في ابنها الثاني «عمرو» شعرت أن ابنتها ستموت وبالفعل أخبرها الأطباء برحيل طفلتها بعد أيام قليلة من هذه الواقعة.
وبعد وفاة ابنتها تفرغت لرعاية ابنها، وعندما وصل لعمر 26 عامًا فقدته مديحة إثر تعرضه لحادث سيارة.
وقبل وفاتها بـ 16 عامًا تكفلت مديحة بفتاة من جمعية للأيتام وظلت ترعاها حتى رحيلها في 30 مايو 2018 بعد صراع طويل مع الأمراض المصاحبة للشيخوخة.