في اليوم العالمي لمرض السكتة الدماغية.. 3.2 تريليون دولار فاتورة علاج الجلطات في العالم بحلول 2030
شاركت مصر دول العالم اليوم الجمعة 29 أكتوبر، في اليوم العالمي لعلاج السكتة الدماغية وذلك بدعم مبادرة عالمية لتفعيل علاج القسطرة المخية لتقليص تبعات الإصابة بالسكتة الدماغية، وذلك للتذكير بخطورة هذا المرض، في إطار الحملة العالمية، لتعزيز الوعي الصحي حول المرض وفهم الأخطار المحتملة عند الاصابة به، وكيفية الوقاية ومعرفة طرق التشخيص والعلاجات المتاحة .
وتشير الإحصائيات العالمية إلي أن السكتة الدماغية تعتبر السبب الأول للإعاقة والثانى للوفاة فى مصر ودول العالم، وأن هناك أكثر من 17 مليون مريض جلطة جديدة كل عام فى العالم، 5 ملايين منهم نفقدهم بسبب الوفاة و5 ملايين آخرين يعانون من إعاقة دائمة و50 % من السكتات الدماغية يمكن الوقاية منها .
ويصف الدكتور فتحي عفيفي أستاذ أمراض المخ والأعصاب في كلية طب الأزهر ورئيس الجمعية المصرية للسكتة الدماغية المرض وتأثير هذا النوع من الجلطات المخية على الاقتصاد العالمي، مؤكدا ضرورة علاجه باستخدام القسطرة المخية فى الساعات الأولى لتلافى حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
ويقول: إن هناك نوعا من هذه الجلطات والذى يكون سببه انسداد فى شريان رئيسي وغالبا ما يكون الأكثر شراسة مصحوبا بالمضاعفات، ويمثل أكثر من ٤٠٪ من مجموع الجلطات المخية التي تحدث سنويا في العالم، مشيرا إلي أن هذه النوعية من الجلطات قد أثبت أن العلاج بالقسطرة المخية لاستئصال الجلطة هو العلاج الوحيد الفعال والناجح فى علاج هذه النوعية من السكتات، إذا ما استخدم فى الساعات الأولى من حدوث الجلطة، ما يجعل عدد المرضى الذين يحتاجون مثل هذا العلاج سنويا أكثر من ٦ ملايين مريض.
وإن العدد الفعلي للذين يتلقون مبادرة استئصال الجلطة المخية بالقسطرة العلاجية في العالم لا يزيد عن ٣٪ وهو رقم هزيل خاصة إذا ما علمنا أن القدرة العلاجية لهذا النوع من العلاجات كبيرة جدا خاصة إذا تم الحصول عليه في الساعات الأولى من حدوث الأعراض الطارئة، وهي حدوث ضعف في حركة الطرف العلوي أو السفلي أو انحراف في زاوية الفم أو مشكلة في القدرة علي الكلام أو ضعف في النظر أو عدم القدرة علي الاتزان.
ويضيف الدكتور خالد صبح أستاذ المخ والأعصاب والقسطرة العلاجية في كلية طب الأزهر وعضو اللجنة الإقليمية في مصر لمبادرة استئصال الجلطة المخية بالقسطرة العلاجية، أن فاتورة علاج الجلطات فى العالم ستصل إلى 3.2 تريليون دولار حتى عام 2030.
مما يؤكد ضرورة وضع بروتوكولات علاجية لمثل هذا المرض وأهمية انضمام مقدمى الخدمة الصحية فى العالم لوضع الخطط اللازمة للعلاج والتعامل مع مثل هذا المرض.
والوضع في مصر لا يقل جسامة عن بقية أنحاء العالم، حيث إن معدل حدوث جلطة جديدة سنويا يتراوح ما بين ٢٥٠ إلي ٩٥٠ إصابة جديدة لكل ١٠٠٠٠٠ نسمة، وأن عوامل مثل أمراض الضغط المرتفع والسكري والسمنة والتدخين من أكثر العوامل وراء انتشار مثل هذا المرض، ولذلك كان بعد نظر القيادة السياسية لإطلاق مبادرة ١٠٠ مليون صحة للحد من انتشار مثل هذه النوعية من الأمراض.
ويقول الدكتور أسامة ياسين منصور أستاذ المخ والأعصاب والقسطرة المخية في كلية الطب إسكندرية ورئيس اللجنة الإقليمية في الشرق الأوسط شمال إفريقيا للمبادرة العالمية لعلاج الجلطة المخية بالقسطرة المخية: إن هذه المبادرة هي مبادرة عالمية تحت رعاية كل من الجمعية الأمريكية للقسطرة المخية وعلاج السكتة الدماغية والمنظمة العالمية للسكتة الدماغية والجمعية الأوروبية للتدخلات المحدودة بالقسطرة العلاجية المخية ومهمتها هي المساعدة لزيادة أعداد المرضى الذين يتلقون هذا النوع من العلاج في الساعات الأولي من الأعراض، وذلك عن طريق المساعدة في وضع بروتوكولات علاجية والمساعدة في تدريب الأطباء المختصين وتوفير التقنيات الحديثة في العلاج والتشخيص، وهي تعمل من خلال تقليل الفجوة بين الأنظمة الصحية في الدول المتقدمة والدول النامية، كذلك المساعدة علي إنشاء مراكز علاج شاملة لعلاج هذه النوعية من الجلطات.
وكانت الأهمية لانضمام مصر للمبادرة لزيادة أعداد المرضى الذين يتلقون مثل هذا العلاج فى الساعات الأولى.
وقد تم تكوين وانتخاب اللجنة الإقليمية المصرية لمبادرة علاج السكتة الدماغية باستخدام القسطرة المخية، لتمثيل هذه المبادرة فى مصر والتعاون مع المنظمات العالمية للمساعدة فى زيادة الوعى وزيادة بروتوكولات وتدريب الأطباء لزيادة أعداد المرضى الذين يتلقون مثل هذا النوع من العلاج فى مصر.
وأخيرا، إن هذه المبادرة هي مبادرة مهمة وذلك لأنها تفتح آفاق تعاون مع المنظمات الطبية المختصة لتوفير التدريب والبروتوكولات الطبية التي تساعد علي علاج مثل هذا المرض وتحسين مثل هذه الخدمة الطبية.