الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب .. هيثم أبنى أرى الوجوه فيك تنعى حزننا..رحمك الله يا أعز ما في قلوبنا
خسرنا الحلم والخلق المزكّى بوفاة إببنا هيثم .. خسرنا هيبة الرجل المثالي .. لم نتوقع المأساة أصلاً .. ولا خطرت ولا جالت ببالنا .. ضياعك يا ابننا الغالى كان مرّاً. . ليت الفراق ماكان ولاكانت مأسينا .. من هنا والزوايا تناديك.. والأماكن.. وتناديك المناظر.
أعلم بأنك لم تعد تستطيع سماعنا.. ولكنه صدى بوح .. لم يعد للأماكن طعمٌ .. ولم يعد للنوم رائحة.. وكل الأشياء قد فقدت قيمتها..حتى المعاني.. لم تعد تحتويها الدفاتر.
أراك في كل الوجوه..ترقبنا.. وأرى الوجوه فيك تنعى حزننا.. أحس بوجودك قربي.. ..كعادتك .. أنت مهما تحدثت عنك ياابننا الغالى .. أكاد لا أحصي فيك المآثر.
أة لو بكائنا يجدي لبكينا دهراً .. وأجرينا من دمعونا نهراً .. رحلت عنا سريعاً وكأن حكاية رحيلك كانت حلماً .. والوداع كان وهماً .. بعد رحيلك أشعر بالغربة .. لقد ضاقت بي الدنيا من بعدك .. ولا أتخيل يوماً سعيداً دونك.. تعلمنا منك الحنان والعطف والصبر والصدق .. لقد اشتقنا لرؤية وجهك المضيء .. رحمك الله يا أعز من في قلوبنا.
ماذا أقول والحزن قدأصابنا وتملك منا .. فليبكي جميعكم معنا حزناً على أبننا هثيم .. أعطونا عيوناً نبكي بها فقد جفت مدامعنا ..هل نستطيع أن نصبر أنفسنا على فرافك يا إبننا الغالى .. بحكاية شيخ المرسلين نوح عليه السلام: أنه جاءه ملَك الموت ليتوفاه بعد أكثر من ألف سنةٍ عاشها قبل الطوفان وبعده فسأله: يا أطول الأنبياء عمراً كيف وجدت الدنيا ؟ فقال: كدارٍ لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر.. أم أقول إن ابننا هيثم كان .. جميل الروح للحد الذي جعل الأرض عاجزةً عن حمله، فخبأته داخلها .. ابننا الغالى اليك دعواتنا اليك .. اللهم أرحمه وعوضه عن كل ألم أصابه بـ جنة عرضها السموات والأرض.. اللهم أجعله في روضة وبستان في نعيم دائم ودار خلد تحت ظل الرحمن.. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور.. اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب