المستشار أسامة الصعيدي يكتب.. بعد الإطلاع.. ”إدمان الإنترنت” يدمر العقل
دعونا نعيش فى دهاليز موضوع هذا المقال بعيداً عن جرائم السوشيال ميديا وجرائم المحمول وبعيداً عن نطاق تطبيق قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وقانون مكافحة الإرهاب وقانون العقوبات فى هذا الشأن، فقد يكون ذلك موضوع العديد من المقالات الآخرى.
وفى مقام الحديث عن موضوع المقال المشار إليه يثار تساؤل هام هل جوجل محرك البحث الأشهر يسهم فى تدمير الذاكرة؟ وهل يؤثر الإنترنت على درجة استيعاب العقل؟
فى الحقيقة وبعيداً عن الخبرة الفنية فى هذا الشأن نجد أن وجود البديل المتاح الذي يمنح الشخص المعلومات دون أي تعقيد أو مشكلة يجعله لا يعتمد على ذاكرته بشكل مباشر ليتذكر هذه المعلومات، وهنا تبدأ الذاكرة فى التراجع عن عملها الأساسي وهو تسجيل المعلومات لحين احتياج العقل لها مرة آخرى، مما يؤثر على البنية الأساسية للعقل ويسهم فى تدمير الذاكرة، ويؤثر على كفاءة العقل فى تحصيل الأشياء والتخطيط لكافة الجوانب الحياتية.
وفى ذات السياق تتصاعد التحذيرات من »إدمان الإنترنت« ويجدد الأطباء والمختصين فى الطب النفسي التحذير من خطورة الآثار السلبية التي يفرزها طغيان التكنولوجيا، فأصبح يوجد الكثير من الأشخاص يطلق عليهم لقب »مدمن إنترنت« وهؤلاء انقطعوا عن عالمهم الحقيقي وباتوا يعيشون فى العالم الافتراضي، ويبحرون فى دهاليز الشبكة العنكبوتية بلا حدود.
ويبقى الوعي هو حائط الصد الأول للحفاظ على العقل من »إدمان الإنترنت« ولهؤلاء الأشخاص الذين قيدوا عقولهم خلف قضبان تلك الشبكة العنكبوتية، حتى باتت هذه الشبكة من ناحية آخرى بوابة سلبية ظلامية لنشر الأفكار المدمرة التي تهدد أمن المجتمع.
وفى النهاية » يجب التأكيد على أنه لا يكفي أن تكون صاحب عقل جيد، بل المهم أن تستخدم هذا العقل جيداً« .