الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب ..عذراً أيها العيد
عذرًا أيها العيد لا يمكنني أن أشعر بالفرحة والسعادة؛ فلقد بات قلبي مكلومًا حزينًا بفقدان مهجة روحي وفؤادي إبنى ، أي عيد هذا الذي تتحدثون عنه وهو بدون فقيدي وبدون صوته الحنون الغالى ، جئت أيها العيد، ولكنني أشعر وكأن أعيادي قد انتهت، فكيف لي أن أسعد بالعيد وفرحتي وسعادتي قد فارقتني وأصبحت تحت الثرى، رحمك الله وألهمني الصبر، لقد جئت أيها العيد لأول مرة ولنا في القبور أحباب غاليين؛ فيا رب هب لهم نسمات رحمتك وعفوك ومغفرتك واجعلهم من المنعمين والسعداء في قبورهم، لقد جئت أيها العيد لتجدد الأحزان والمشاعر المؤلمة، ما أجمل ذكريات االاعياد الماضية معك ابنى الغالى وما أصعب حلول العيد في غيابك، اللهم ارحمه بقدر اشتياقنا إليه مازالت أتخيل إن يوم وفاتك مجرد حلم، رحلت دون سابق إنذار رحلت مبكرا في عز الشباب والعطاء تاركاً حسرة و حيرة و فراغا كبيرا في حياتي فالعيد بغيابك لا طعم له ، فقد كنت قبل وفاتك تُبهج صباح أعيادنا دائما لكن هذا هو القدر أحبك و أحتاجك كثيرا.
مؤلمه هيّ الذكريات في العيد ولكنّ يبقى الدُعاء هو من يخفف ما بنا من شوُق لهّم اللهم أرحم أبنى وأرحه في قبره يا الله واجمعنا ف الجنة يا كريم اللهُم أجمعنا بهّم في جناتك، اللهم أرحم ابنى فأنه أول عيد لي من دونه اللهم اشمله برحمتك و أغفر له ذنوبه كلها وأجمعني به في الجنة يا رب العالمين.
أبنى الغالى ، لقد أيقنت بأن رحيلك عني للأبد ستبقى مرارته معي للأبد عيد فطر مبارك عليك في قبرك يا حبيبي تمنيت لو كنت معنا ليكون ذلك اليوم سعيد، لكن هذا هو القدر، ولا أملك في غيابك سوى الدعاء لك ،وسأكتفي ب دموعي في العيد وأن أدعو ربي بهذا اليوم أن يكون على ضفاف نهر الكوثر مبتسم في أرقى مراتب الجنان.