للمرة الأولى.. علماء يرصدون انفجار قزم أبيض
نجح فريق من الباحثين من عدة مؤسسات ألمانية، لأول مرة، في رصد إشعاعات ”إكس“ من قزم أبيض.
ويحدث القزم الأبيض عند نفاد الطاقة من نجوم بحجم شمسنا، حيث يتشكل عندما تنضغط الشمس على نفسها، وبعضها قد ينفجر انفجارا كبيرا وينتج كرة من إشعاعات ”إكس“.
ونشر الباحث أولي كونيج، من مؤسسة الفضاء في جامعة ”فريدريك آليكساندر إيرلانجين نيرنبيرج“ الألمانية، ورقة بحثية عن هذا الرصد في مجلة ”نيتشر“ العلمية.
وأشار الباحثون إلى أن ”الاكتشاف يمثل صدفة حسنة إلى حد ما، إذ تدوم إشعاعات إكس الناتجة عن الانفجار بضع ساعات، ومن المستحيل التنبؤ بها، ويجب أن تكون أداة الرصد موجهة تماما نحو الانفجار في الوقت المناسب تماما“، وفقا لموقع ”سايتك ديلي“.
وتنبأت الدراسات النظرية بحصول هذا النوع من الانفجارات منذ 30 عاما، ولكنها لم تُرصد من قبل، وهي تحدث بعد استهلاك النجم لكامل طاقته من الهيدروجين والهيليوم في أعماق نواته، ليتقلص ويتحول إلى قزم أبيض يقارب حجمه حجم كوكبنا، ولكن كتلته تقترب من كتلة الشمس.
وقال الدكتور فيكتور دوروشينكو من جامعة توبينجين الألمانية: ”تحدث هذه الانفجارات طوال الوقت، ولكن رصدها في بداية حصولها حين تنبعث معظم إشعاعات إكس هو الأمر الصعب، وبالإضافة لقصر المدة التي تنبعث فيها الإشعاعات، فإن طيفها يكون ضعيفا“.
وأوضح: ”أشعة إكس الضعيفة لا تمتلك طاقة كبيرة ويسهل امتصاصها من قبل الوسط الفضائي؛ ما يجعل الأمر صعبا لرؤية جميع الانفجارات، في حين تُصمم التلسكوبات لتلتقط إشعاعات إكس القوية، وهذا سبب تفويتها لرصد حدث كهذا“.
من جانبه، قال الدكتور فاليري سوليمناوف من جامعة توبينجين الألمانية: ”إننا نعرف أصل إشعاعات إكس القادمة من سطح القزم الأبيض، وتسمح لنا مقارنة الأرصاد بمعرفة الخصائص الرئيسة لها، مثل الحجم والوزن والتركيب الكيميائي، ولكن المشكلة تكمن في أننا خلال 30 عاما لم نتعرض إلا لطيف ضعيف من الإشعاعات حتى الآن“.
ووفقا للدراسة، فإن كتلة هذا القزم الأبيض تصل إلى حجم كتلة الشمس، وتسبب الانفجار في توليد حرارة أسخن بـ 60 مرة من شمسنا.
وحصل الباحثون على هذه الأرقام بالاعتماد على نماذج من الإشعاع طورها باحثو جامعة توبيجين، وباستخدام تحليل عميق لاستجابة التلسكوب من قبل الجامعات الأخرى المشاركة.