الكاتب الصحفى يكتب.. استقرار العالم ييدأ من آسيا الوسطى
ترتبط منطقة اسيا الوسطى بعلاقات تاريخية وثيقة مع الدول العربية وخصوصا مصر وتستمد المنطقة أهميتها بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي من خلال ما كان يعرف بطريق الحرير الممتد من الصين إلى البحر المتوسط، وهي تدخل ضمن النطاق الجيوسياسي والاستراتيجي لمنطقة أورآسيا، وتطل معظم دول المنطقة على بحر قزوين الغني بالنفط والغاز، إذ تتعدى احتياطاته أكثر من 150 مليار برميل من النفط، وتقدر احتياطاته من الغاز الطبيعي بأكثر من 75 ألف مليار متر مكعب. كما يوجد بها مصادر تعدينية أخرى مثل الذهب والحديد واليورانيوم، وتبلغ مساحة الدول مجتمعة حوالي 4 ملايين كم2، وتسكنها شعوب ولغات وأعراق متنوعة.
وتحتل هذه الدول موقعاً استراتيجياً فريداً حيث تشمل جانباً من روسيا والصين وتنفتح على العالم الهندي من خلال أفغانستان. ولقد تسبب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في حالة تحول استراتيجي للمنطقة ا
وفي حين يظل الهدف الأساسى لروسيا هو تأمين حدودها والحفاظ على مصالحها فإن المشروع الصيني يكمن في ان تكون آسيا الوسطى جسر أساسي لاحياء مبادرة طريق الحرير الرابط بين آسيا وأوروبا ، ولهذا الغرض بلورت الصين خطة طموحة للتواجد في منافذ التجارة الدولية الكبرى في المحيط الهندي والبحر المتوسط والبحر الأحمر من خلال مشاريع البنية التحتية في آسيا الوسطى من طرق برية وموانئ وسكك حديدية، مع إحياء المناطق التاريخية في الإقليم
أما التوجه الأمريكي فيكمن في الضغط على روسيا والصين معاً من حدودهما التي تتداخل مع الأقاليم في البلدين، من خلال توسيع الحلف الأطلسي إلى هذه المنطقة وربطها اقتصاديا وعسكريا بأوروبا التي هي جسرها إلى شرق وجنوب آسيا.
وكذلك الحال بالنسبة لتركيا التى تستفيد من المنطقة اقتصاديا وتعمل على ايجاد أرضية فاعلة تبرز فيها كقوة اقتصادية مؤثرة في آسيا الوسطى.
وهناك العديد من العوامل والمبررات التي دفعت إيران للاهتمام بآسيا الوسطى، ويمكن إجمالها بالأخطار المحيطة بها، وخاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المفروض عليها، ومن هنا تجد إيران فرصتها في تطوير وبناء علاقاتها بـجمهوريات آسيا الوسطى، وأيضاً بما تتمتع به هذه الدول من موارد يفتح الطريق أمام إيران لتعزيز موقفها في السوق الدولية للنفط والغاز، والعامل الآخر متعلق بـ روسيا من خلال تعزيز التعاون المشترك لتحقيق المصالح خصوصاً في مجال الطاقة والأمن.
ويسعى الاتحاد الاوروبى الى ضمان استمرار إمداد الطاقة الى دوله، والذي يعد أولوية قصوى في سياستها تجاه دول آسيا الوسطى، ومن ثم الجانب الأمني الذي تتشارك فيه مع الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال حلف الناتو، للحفاظ على استقرار الإقليم المجاور لها.
و فى ضوء اهتمام الدول العظمى والأقليمية بمنطقة آسيا الوسطى يتضح لنا أهميتها الاستراتيجية والتي مكنها من لعب دور هام في تحقيق توازن سياسي بين القوى الدولية والإقليمية التي لديها اهتمام مشترك في المنطقة، وكذلك استفادت تلك الدول من موقعها الاستراتيجي الذي هو حلقة وصل بين قارتي آسيا وأوروبا من أجل تعزيز اقتصادها واستخدام مواردها بما يعود عليها وعلى شعوبها بالخير والمنفعة ولذلك حدثت ازمة يناير فى كازاخستان واستطاعت الدولة القضاء عليها واستعادة الامن والاستقرار سريعا وتتكرر المشكلة فى اوزبكستان وكان رد الفعل مناسبا واتخذت الدولة الاجراءات السريعة لتوفير الامن والاستقرار للشعب المسالم وكل هذا يستدعى ان يرتفع مستوى التنسيق والتعاون العربى مع دول منطقة آسيا الوسطى ( كازاخستان واوزبكستان وتاجيكستان وقيرغيستان وتركمانستان) لان الواقع يؤكد ان الامن القومى العربى يمتد الى منطقة آسيا الوسطى وان التعاون بين الطرفين سوف يعود بفوائد ومزايا اقتصادية واعدة للطرفين.
كاتب المقال الكاتب الصحفي محمد طلعت