توفيق الحكيم لـ عمر الشريف كيف تشكو الوحدة رغم شعبيتك؟ .. اعرف رد العالمى
ليوم تمر ذكرى رحيل الكاتب الكبير توفيق الحكيم، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 26 يوليو من عام 1987، بعدما أثرى المكتبة العربية بالعديد من الروايات والقصص والمقالات والسير والدراسات، وكان لتوفيق الحكيم موقف جمعه بالفنان العالمى عمر الشريف ما هو؟.
قال الكاتب الكبير سعيد الشحات ضمن "ذات يوم"، أن المفكر توفيق الحكيم تعجب من شكوى الفنان عمر الشريف من الوحدة، وكان الناقد الرياضى بجريدة الأهرام عباس لبيب، يزوره فى برجه العاجى بالدور السادس بـ"الأهرام"، وإذ به يقول له: "غريب أمر عمر الشريف، شاهدته أمس فى التليفزيون، وأعجبت ببساطته، ولكنى عجبت بشكواه من الوحدة، شاب ونجم مشهور ولا يعوزه المال، وفى بلد الحسان، ويشكو الوحدة، أمر غريب".. استمع "لبيب" إلى هذا الكلام فتولدت لديه فكرة لقاء بينهما، ووافق "الحكيم"، وأعطاه كتابه "حمار الحكيم"، ليهديه إلى "الشريف" الذى يهوى الخيل، وعليه إهداء: "إلى الفنان العالمى عمر الشريف، إلى مربى الخيول من مربى الحمير".
رحب "الشريف" فورا بالفكرة فور أن عرضها عليه صديقه عباس لبيب، وجرى اللقاء بمكتب "الحكيم" بالأهرام، ودار حوار رفيعا بينهما كتبه "لبيب"، ونشرته "الأهرام"، 2 يناير، 1977، وشمل قضايا كثيرة بدأت بتعليق من "الحكيم": "سمعتك فى التليفزيون تشكو من الوحدة، هل يتصور أحد أن عمر الشريف بشعبيته الهائلة وفى باريس يشكو الوحدة؟!"، رد عمر الشريف "بس العقلية مختلفة، اتضح لى أننى شرقى أكثر مما كنت أعتقد بعكس ما كنت أتصور، لما كنت عايش فى مصر بحكم دراستى الإنجليزية بكلية فيكتوريا، كنت أظن أننى أقرب إلى المعيشة الأجنبية، وإذا بالعكس على طول الخط، إن الصحبة الدائمة غير موجودة بالخارج، أحسن حاجة عندنا هى الأصحاب، وعلى مدى 11 سنة فى أوروبا، لم أجد صديقا حقيقيا، ذلك بالإضافة إلى كثرة تنقلاتى، فلم تتوافر لى العشرة الطويلة التى تيسر لى صديقا أو حبيبة، والغريب أننى أحب العزلة مع نفسى كثيرا، أشعر بسعادة عندما أكون وحيدا بغرفتى، وقد يكون ذلك هو ما منعنى من الزواج رغم حبى لهذه الفكرة، وعندما أشرع فى التنفيذ، أجد نفسى أحب الانفراد حتى فى النوم، أوالقراءة أومتابعة التليفزيون".