المستشار أسامة الصعيدي يكتب.. بعد الإطلاع.. المرأة ورمز العدالة
دعونا نعيش فى دهاليز موضوع هذا المقال من خلال طرح سؤال يدور فى خلد الكثير من الناس وهو لماذا يرمز للعدالة بامرأة معصوبة العينين تحمل سيفاً بيد وميزاناً باليد الأخرى؟ فكثيراً منا يشاهد داخل قاعات المحاكم على مستوى العالم صورة للمرأة المعصوبة العينين المشار إليها، دون أن يعي فلسفة ومعنى هذه الصورة فكل ما يجود بخاطره فى ذلك الوقت أنها ترمز لتحقيق العدل على الرغم من أن مدلولها يتجاوز ذلك كثيراً.
وفى ذات السياق نود التأكيد أن الإجابة على السؤال المشار إليه تتجاوز مجرد تحقيق العدالة، فهذا الرمز له دلالة أعمق مما نتصوره وتبدو دلالته القوية ومعناه العميق والواضح فى الدور الفعال والحيوي الذي تلعبه المرأة فى بناء المجتمع، فهي اللبنة الأساسية للمجتمعات المتقدمة، وهي من تبني الأجيال لينهضوا بحضارتهم من خلال حمل لواء العدالة لصناعة مستقبلاً واعداً لبلادهم، من هنا كانت الأهمية الكبرى للمرأة لتكون هي سيدة العدل، وأصبحت رمزاً له فى كافة أصقاع الأرض.
وبعيداً عن المعني العميق لهذا الرمز المشار إليه يبقى مشهد المرأة »معصوبة العينين« يشير إلى أن العدالة تقتضي المساواة بين الخصوم دون التمييز بينهم، ويبقى »الميزان« الذي تحمله المرأة معصوبة العينين إشارة إلى إحقاق الحق وتحقيق العدل من خلال إعمال القانون، بينما »السيف« فيرمز إلى توقيع العقوبة الرادعة على الجاني والأقتصاص منه لتحقيق العدالة ومن ثم إعادة كفتي الميزان لتكون متساويتين بعد أن ارتكب الجاني جريمته فسبب إخلالاً فيها، وتبقي المرأة هي الحاملة لهذا الشعار لتكون هي رمزاً للرحمة التي يجب أن تكون السياج الذي يحيط بالعدالة.
وفى النهاية »يجب التأكيد أن عناصر الرجولة لن تكتمل لدى الرجل إلا بالاعتراف بالدور المحوري الذي تلعبه المرأة فى نهضة المجتمعات من خلال قدرتها على التغيير الإيجابي، فحضورها اللافت فى مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصراً أساسياً فى إحداث عملية التغيير فى المجتمع والحفاظ على مقوماته الأساسية«.
كاتب المقال المستشار أسامة الصعيدي