المستشار أسامة الصعيدى يكتب .. بعد الإطلاع ”احذروا سارقو الفرح ”
دعونا نعيش سوياً فى دهاليز موضوع هذا المقال والذي يتناول سارقوالفرح والمقصود بذلك سارقو الأفكار والجهود والإبداعات والإنجازات ويتفاخرون بها على نحو يخالف الحقيقة.
وفى ذات السياق دعونا نتناول هذا الموضوع بعيداً عن التكييف القانوني للأفعال التي تمثل اعتداء على الأفكار، والإبداعات المشار إليها، وننظر له فقط من الجانب الأخلاقي لمثل هذه الأفعال التي تُعد سطواً على مجهودات الآخرين وإبداعاتهم أو ما يسمى " ، " باللصوصية الفكرية " ، فى جميع المجالات، فهل يعلم مرتكبي مثل هذه الأفعال أن التفكير حقاً من الحقوق الطبيعية للإنسان وأن نتاج هذه العملية الذهنية هي ملك لمن أنتجها وبذل جهداً فى إنتاجها، وهل يعلم هؤلاء بتدني المستوى الأخلاقي لأفعالهم من خلال سرقة الأفكار الخاصة بالآخرين، ونشرها بأسمائهم، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتعدى إلى التفاخر بذلك الصنيع الوضيع والشعور بنشوة الفرح دون الشعور بأن ذلك نتاج سرقه أو بالأحرى نتاج عمل غير مشروع، مما يعنى انعدام الضمير الإنساني وتدنى المستوى الأخلاقي.
ودعونا نؤكد دوماً أن هؤلاء سارقو الفرح ،هم فاقدون الثقة بأنفسهم ولديهم " أمية سلوكية "مفرطة ومحصلتهم الإبداعية صفر، ولا يوجد معايير أخلاقية تحدد اتجاهاتهم، بل تساعد أفعالهم على خلق بيئة عمل هادمة تقف حائلاً أمام بناء الإنسان لتحقيق أهداف التنمية البشرية.
وفى النهاية بات ضرورياً أن نصنع الاختلاف والتميز لأنفسنا من خلال فعل الأشياء التي نحبها حقاً، وأن نعى جيداً بأن سارقي الأفكار والإبداعات لن يستطيعوا سرقة العقول المنتجة لها " .