المستشار أسامة الصعيدي يكتب.. بعد الاطلاع.. احذروا المرض النفسي مع الإنترنت
دعونا نعيش فى دهاليز موضوع هذا المقال بعيداً عن حديث القانون فى مقام مكافحة جرائم تقنية المعلومات، حيث تبدو أهمية الموضوع المشار إليه من ناحية أخرى تدعونا لطرح سؤال هام هل إدمان الإنترنت أو ما يسمى بالاستخدام المرضى للإنترنت يؤدي فى النهاية إلى وقوع الشخص المدمن بين براثين المرض النفسي؟ وما يترتب على ذلك من نتائج وعواقب وخيمة قد تقود صاحبها فى النهاية إلى ارتكاب أفعال عدوانية على الغير والنفس على حد سواء وما يصاحب ذلك من تأثير سلبي على المجتمع.
ودعونا فى البداية وقبل الدلوف إلى الإجابة على السؤال المشار إليه أن نعرف المرض النفسي، فهو اضطراب فى الصحة العقلية يصيب الفرد فيؤثر على مزاجه وتفكيره وسلوكه ومن علاماته القلق والفصام فى الشخصية والتغير الشديد فى الحالة المزاجية والشعور بالحزن والكآبة والانفصال عن الواقع، وبعيداً عن الخبرة الفنية فى هذا الشأن وبالنظرة المجردة لتعريف المرض النفسي على النحو المشار إليه نجد تطبيقاً عملياً له فى إدمان الإنترنت وهو العالم الافتراضي الذي يقود الكثير من الأشخاص إلى الانفصال عن الواقع وعن عالمهم الحقيقي وما يترتب على ذلك من آثار سلبية تقود هؤلاء إلى الاضطراب فى الصحة العقلية.
وفى ذات السياق أيضاً يجب الحذر كل الحذر من إفراط استخدام محرك البحث جوجل الذي يسهم فى تدمير الذاكرة ودرجة استيعاب العقل الذي بات يعتمد بشكل مباشر على مجرد معلومات يستدعيها عبر محرك البحث المشار إليه دون مشقة وعناء البحث الذي يعتمد على كفاءة العقل وقدرته على ابتكار النتائج الإيجابية، ففارق كبير بين سعادة وقتية زائفة يشعر بها الشخص نتاج الحصول على معلومة عبر الإنترنت وبين لذة أخرى وسعادة دائمة لا يشعر بها إلا من يستخدم عقله استخداماً صحيحاً، فلا يكفي أن تكون صاحب عقل جيد، بل الأمر يقتضي أن تستخدم هذا العقل جيداً.
وفى النهاية »يجب التأكيد دائماً وأبداً على ضرورة الحفاظ على العقل من "إدمان الإنترنت" حتى لا يبقي هذا العقل اسيراً خلف قضبان تلك الشبكة العنكبوتية، حتى باتت هذه الشبكة من ناحية أخرى بوابة ظلامية لنشر الأفكار المدمرة التي تهدد أمن المجتمع«.
كاتب المقال المستشار أسامة الصعيدي