عبدالرحمن سمير يكتب...لماذا احتفى المصريون بمحمد صلاح؟!
حالة من الفرحة الكبيرة والسعادة الغامرة شعر بها غالبية الشعب المصري و العربى والفلسطيني عندما سمع بقصة المجند المصرى الشهيد باذن ربه محمد صلاح الذى استطاع بمفرده وبعملية نوعية أن يقتل ثلاتة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي ويصيب آخر على الحدود الفاصلة بين مصر ودولة الاحتلال .هذه العملية المعقدة فى تنفيذها إذ استطاع هذا البطل بمفرده أن يسير مسافة خمسة كيلومترات داخل العمق الإسرائيلي ليقتل اثنين من الجنود ثم ينتظر مجئ وحدة جنود أخرى فيتعامل معها لا يفكر فى الهرب او الرجوع للحدود المصرية حتى يقتنص جنديا اخر ويصيب رابعا ثم يتم قتله واستشهاده لينال الشهادة عند ربه والخلود فى نفوس المصريين والعرب والفلسطينيين ابد الدهر مثله مثل البطل المصرى ابن محافظة الشرقية سليمان خاطر الذى استطاع سنة ١٩٨٥ أن يقتل مجموعة من الإسرائيليين عند الحدود المصرية . وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية السلام التى تمت بوساطة أمريكية سنة ١٩٧٩ بعد انتصارنا فى حرب اكتوبر المجيدة ، واستعادت مصر كامل ترابها فى سيناء ومن وقتها هناك دائما تنسيق بين البلدين فى مسألة الحدود وتأمينها منعا لتهريب السلاح أو المخدرات أو الجماعات الإرهابية التى انتشرت فى سيناء فى الآونة الأخيرة ، والتى استطاع الجيش المصري أن يقضى على تلك الجماعات بفضل جنودنا البواسل . هذا السلام بين الدولتين على مستوى الحكومتين سلام تقتضيه الضرورة والمصلحة الوطنية لمصر إلا ان الشعب المصري كان دائما يرفض فكرة التعاون مع الكيان الصهيونى ورفض مرارا وتكرارا التطبيع أو التعامل مع دولة الاحتلال فى مجالات متعددة كالرياضة والثقافة والفن منعا لفكرة التطبيع . إن الشعب المصري منحاز بكل مشاعره إلى القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ويشعر بألم إخوتنا في غزة والضفة الغربية.لذلك لم يكن غريبا أن يفرح الشعب المصري فى معظمه ولا أبالغ أن أقول كل الشعب المصري سعد وفرح وشعر بالفخر والاعتزاز ببطوله ابنه البطل المجند محمد صلاح ابن عين شمس هذا الحى الذى خرج منه الكثير من الابطال .هذا البطل الذى عبر عن غالبية الشعب المصري وكرهه لدولة إسرائيل ونفوره من الكيان الصهيوني الذى يقتل ويشرد فى اهلنا في فلسطين ويدنس المسجد الأقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين . إن هذا البطل أصبح حديث الشارع المصري والعربى وحديث السوشيال ميديا والقنوات الفضائية فى كل مكان حتى أن اخوتنا في الضفة أقاموا عزاء الشهيد محمد صلاح احتفاء به وببطولته وأنه استطاع أن يثار لاخوتنا وأطفالنا فى فلسطين المحتلة من هؤلاء المغتصبين للارض . إن سعادة المصريين ببطلهم هى سعادة طبيعية ومبررة بالنظر إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد إخوتنا فى فلسطين. رحم الله شهيد مصر وشهداء جيشنا العظيم.