الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : حنانيك يارئيس الحكومه

بهدوء .. الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أكد بأن الحكومة تدرك أن هناك ضغوط شديدة تحملها المواطن المصري خاصة على مدار العاميين الماضيين ، وأنه آن الوقت أن يشعر المواطن المصري أن حياته تتغير للأفضل ، تصريح لرئيس الحكومه فى 28 يناير الماضى خلال اللقاء الذى عقده مع أعضاء "اللجان الاستشارية المُتخصصة"، والذى أكد فيه أن الهدف من اللجان هو وضع إطار مؤسسي للتفاعل والتواصل بين الحكومة والقطاع الخاص ، وتفعيل كافة الأفكار والرؤي والمقترحات لتنفيذها ، بثا للإطمئنان أوضح رئيس الوزراء أنه يتابع كل ما يكتب وينشر على كافة مواقع التواصل الاجتماعي .
رغم تلك الطمأنه تم منذ ساعات رفع أسعار البنزين والسولار وأنبوبة الغاز ، فكان من الطبيعى أن نقول لرئيس الحكومه " حنانيك " ، وهي كلمة تتضمن طَلَب الحَنَان المضاعَف ، حَنَان بعد حَنَان ، وتقال غالباً للإستعطاف أن يتَرَفَّقْ بالناس ، لذا كان من الضرورى إطلاقها لأنه فى تقديرى رفع المنتجات البتروليه توقيت خاطىء بإمتياز ، لأنه عمق بالنفوس اللامعقول واللامفهوم ، خاصة مع إنخفاض سعر البترول ، وهو ما يفقد لجنة التسعير مصداقيتها من أنها تقوم بالتسعير وفقا لاسعار البترول ، وبدد فرحة الناس العائدين مبتهجين من العريش لإدراكهم أنه من واجبهم تعميق الإصطفاف ، وإيصال رساله لكل العالم أن مصر رئيسا وحكومة وشعبا يدا واحده ضد تهجير إخواننا الفلسطينيين من غزه ، ووضع أعضاء البرلمان شيوخ ونواب فى مأزق ، خاصة وأن الإنتخابات على الأبواب ، وذلك بعد تعظيمهم منهج لا أسمع لا أري لا أتكلم خشية أن يتم إستبعادهم من قائمة المحظوظين المقرر دخولهم البرلمان ، وهذا أهم ملايين المرات لديهم عن المواطن الغلبان الذى لاحول له ولاقوه ، رغم أن ماحدث من زياده سيؤثر سلبا على حياة الناس المعيشيه خاصة يتعاظم ذلك لأنه ليس هناك تحريك فى المرتبات بالنسبه للموظفين ، وكساد شامل ندركه بالنسبه للتجار ، وبطاله يعانى منها الشباب .
بمنتهى الموضوعيه والشفافيه ، أدركت أن المفهوم الذى طرحه رئيس الحكومه يختلف تماما مع مالدى من فهم بشأن هذا التصور ، حيث أرى وقف أى زياده تتعلق بالمنتجات البتروليه لأن ذلك سيترتب عليه زياده فى كل شيىء رغم أنف الجميع ، بل إن هناك أجهزه رقابيه لن تستطيع أداء دورها على الوجه الأكمل إنسانيا ، لأنها تدرك جيدا تحمل التجار أعباءا جديده تجعلهم يشفقون عليهم ويتفهمون قيامهم بفرض زياده على سلعهم ، وكذلك السائقين عندما يرفعون الأجره عما هو مقرر فى التسعيره الجديده لإدراكهم أيضا أن هذا طبيعى ومرجعه ماتم من رفع للمنتجات البتروليه من الحكومه ، حتى أنا ذات يوم تصديت لرفع أصحاب التكاتك الأجره لكننى تراجعت للوراء فور صدور الزياده الجديده للمنتجات البتروليه ، من أجل ذلك أتعايش مع لخبطه غير مسبوقه ، وإدراك أن المفهوم الذى لدى بشأن تصريحات رئيس الحكومه يختلف تماما عن المفهوم الذى لدى رئيس الحكومه واللجان المختلفه ، ومع ذلك ظننت معها أن ماطرحه رؤيه تتسم بالعمق ، فكان لزاما الصمت لكننى أدركت أن المفهوم الذى ترسخ فى قناعاتى هو ذاك المفهوم الذى ترسخ فى قناعات المواطن البسيط الغلبان ، الذى يئن من الوجع ، والذى بات يطاردنى فى كل مكان ببلدتى ويسألنى ماذا ستفعل من أجلنا إنطلاقا من وضعك المهنى كصحفى كبير صاحب قلم ، والإجتماعى كنائب منحناه الثقه .
رغم ذلك تعجبت من الذين يوجهون نقدا لاذعا للحكومه ، وأعضاء اللجنه التى أصدرت قرار رفع أسعار البنزين والسولار وانبوبة الغاز ، إزداد التعجب لدى عندما وصل النقد إلى حالة من السخط تأثرا برفع أسعار السلع والخدمات وتعريفة المواصلات ، طال هذا السخط أعضاء البرلمان بصورة غير مسبوقة تأثرا بمحاولتهم إفهام الناس وتصدير أن هذا من أجل مصر ، ليصمتوا ، كما تعجبت من ردة فعل الناس على مناشدة اللواء أشرف الجندى محافظ الغربيه لهم عبر بيان رسمى إنطلاقا من أنهم الساده المواطنين كما جاء فى البيان ، بالإبلاغ الفوري عن أي تجاوز لتسعيرة الركوب الجديده ، مشيرا إلى أنه يتم أستقبال شكاوى المواطنين من خلال مبادرة “الغربية بتتغير بيكم” عبر تطبيق واتس آب وحددت أرقام تليفونات لهذا الغرض ، إلى جانب الخطوط الساخنة بغرفة عمليات المرور ، وغرفة عمليات المحافظة ، وإدارة المواقف ، كما تعجبت من محافظ القاهره الذى يناشد سائق ميكروباص ألا يزود الأجره ، لأن زيادة الوقود بسيطه ، رغم أنه هو نفسه بذات شخصه الذى وافق على زيادة أسعار تذاكر الأتوبيسات والمينى باص ، وتعريفة الركوب على كافة الخطوط ، تعجبت من النقد الذى وجهه أهالينا الطيبين للأحزاب السياسيه ، خاصة القريبه من السلطه ووصفها أنها من بنها تعبيرا عن عدم وجود أى دور لها حيال تلك الزياده التى زلزلت واقع الناس ، رغم الإجتماعات المكثفة التى تعقدها فى أمور تتسم بالبروباجندا .
يقينا .. كان منطلق تعجبى من ردة فعل الناس الطيبين لعدم إدراكهم أن تلك القرارات طبيعيه جدا ، ولاضير فيها ، لأن كل هؤلاء البهوات الذين أصدروا تلك القرارات من أعضاء الحكومه والمعنيين ، واللجان المنبثقه من اللجان ، ومعهم أصحاب المعالي النواب لايشعرون بهم جميعا من الأساس ، فلا أحد ا منهم أو أبنائهم يركبون مواصلات عامه ، أو ميكروباصات للوصول إلى مقر سكنهم بإمبابه ، أو الوراق ، أو حتى مدينة نصر ، لأنهم جميعا من سكان الفيلات الفخيمه الواقعه فى الكمباونتات التى لاتمر عليها بالأساس حتى ميكروباصات على سبيل الخطأ ، وجميعا عندهم سيارات فارهة ، وعيشتهم مستريحه ، وكل منهم له وديعه فى البنوك بالملايين تدر عليه دخلا كبيرا ، ولديه مشروعات يتحصل منها على ملايين ، وكذلك أبنائه فكيف بالمنطق يشعرون بهم .
أجد حتمية أن ينتبه أعضاء الحكومه ، ومن بيده قرارات رفع الأسعار من جهابذة الإقتصاد ، لأرباب المعاشات القنبله الموقوته فى هذا الوطن ، هؤلاء أصحاب الملف المسكوت عنه والذى قد ينفجر فى أى وقت فى وجه الجميع ، والذى يمثل أكبر مأساه مجتمعيه فى تاريخ الوطن ، والبسطاء من عمال اليوميه الذين فقدوا مصدر رزقهم يوم صدور القرارات العجيبه فيما يتعلق بنظام البناء وآليات إستصدار الرخص ، وإستكمال المبانى ، وذلك وهم يخططون ويصدرون القرارت ، ويتعين أن يدركوا أهمية أن نسمع بعض ، وننتبه لما يتم طرحه إنطلاقا من مسئوليه ، والحرص على وطننا الغالى الذى نفتديه بأرواحنا ، ومن يفرض الصمت إنما يضر بالوطن أبلغ الضرر لأن التنبيه من الواجبات ، والتصويب من الضرورى ، ولاقيمة لهما إذا إنطلقنا فى الإتجاه الخاطىء الذى يعمق الأزمه دون إنتباه ، كما بات من الضرورى أن يتوقف المزايدون الذين يبحثون عن مقعد بالبرلمان ، أو مكانه ينشدونها للوجاهة ، إنطلاقا من ذلك وفى محاولة لتطييب الخاطر ، وتهدأة النفوس التى تخشى ماهو قادم من الأيام بشأن المعيشه نظرا لظروف الحياه القاسيه ، حاججنى ببلدتى الناس الطيبين إلى درجة الصمت إحتراما لرؤيتهم ، بل طالبونى أن أعبر عن معاناتهم بحكم كونى واحدا منهم ، وأعيش بينهم ، وأدرك معاناتهم بصرف النظر عن موقعى الصحفى الرفيع ، لعل الحكومه ، ورجال الإقتصاد البهوات الذين إستعان بهم رئيس الحكومه ، ينتبهون للمردود الكارثى لتلك القرارات عليهم معيشيا ، بل ادركت أنهم ليس لديهم جهالة بمجريات الأحداث وواقع الحال حين أكدوا أن الذى فرض تلك الإرتفاعات فى أسعار البنزين والسولار وأنبوبة الغاز لايستشعر أحوال الناس المعيشيه الصعبه .