الكاتب الصحفي عبد الناصر محمد يكتب : تخاريف صيام ( ١١ ) حين يحل عيد الأم ضيفاً على رمضان
وتتوالى أعياد مصر العظيمة ، بالأمس كنا نحتفل بذكرى النصر المبين على العدو الصهيونى الغاشم .. ذكرى العاشر من رمضان تلك الملحمة التى سطّر فيها الجيش المصرى أعظم فنون القتال ليسترد أرضه التى أغتصبها الطغاة .. أما اليوم فتحتفل مصر بعيد الأم تلك المدرسة التى تبذل كل الجهود من أجل تخريج أبناء قادرون على تحمل مسئولية المستقبل .. كل ذلك ونحن فى رحاب أعظم الأعياد على الإطلاق وهى أيام شهر رمضان المبارك.
هى نبع الحب ومصدر الحنان والأمان .. هى الروح التى تسكن ضلوع أبنائها .. هى الحصن الحصين لفلذات أكبادها .. هى رمز التضحية والفداء .. هى سماءٌ يعيش تحتها الجميع وتُكتب لهم النجاة دائما بفضلها وفضل دعائها .. هى " الأم " وكفى بها كلمة تجمع كل معانى الطُهر والنقاء والفداء والحنان والعشق الحقيقى بلا أى أغراض أخرى.
اليوم هو يومها وعيدها نحتفل بها فى طول البلاد وعرضها تقديرا لدورها العظيم ولتفانيها المبين من أجل أولادها .. ونحن فى رحاب هذه الأيام الجليلة المقدسة من هذا الشهر الفضيل نحتفل بهذا اليوم الذى قررته مصر تكريما للأم ولدورها البطولى مع أبنائها .. وقد جرت العادة فى أيام رمضان المباركة أن يجتمع كل أفراد الأسرة فى منزل العائلة للإفطار مع الأم خاصة فى حالة خروج كل إبن وإبنه من كنف العائلة وشق طريقه نحو تكوين أسرته الصغيرة.
الكل يحايل الظروف كل يفطر مع أمه فى هذه الأيام العظيمة ، فما بالك حين يواكب هذا اليوم ذكرى الإحتفال بعيد الأم.
الكل ذاهب الى أمه الحنونة العطوفة حاملاً الورود والهدايا للتعبير عن مدى العشق لها وأيضا للإعتراف بجميلها فى تأدية دورها الكبير فى تربية أبنائها وليرتمى فى حضنها الدافئ الحنون.
من أجمل الهدايا التى تتناسب مع الشهر الفضيل قيام البعض بتقديم " فانوس " هدية لأمه فضلا عن بعض الحلوى والمأكولات الرمضانية ،وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الأم من جيل لآخر فكل جيل يتفق بشكل كبير فى نوع الهدايا التى تقدم للأم وأيضًا طريقة تقديمها، وظهر ذلك بشكل كبير فى شكل إعلانات المنتجات المختلفة التى كانت تعرض فى صحف الخمسينات والستينات لهدايا عيد الأم.
لم يقف الأمر على ذلك بل أنه فى عام 1957 تم عمل أول طابع بريد خاص بعيد الأم وكانت قيمته 10 مليمات ، وفى عام 1959 تم إصدار كارت بمناسبة عيد الأم للجمهورية العربية المتحدة "مصر وسوريا" عندما كانوا كيان واحد ودولة واحدة .
ومن منا يتذكر الهدية التقليدية للأم فى هذا اليوم وهى المنديل وإزازة الريحة ثم تطورت الهدايا إلى طرحة أو طقم كوبابات أو حذاء ، وكانت البنت الشاطرة " تحوش " طول السنة كى تأتى بهدية غالية الثمن تقديرا لأمها.
وتبقى مصر الأم الأكبر التى تضع شعبا كاملا تحت جناحيها تظلله بالأمان والعطف والحب.