الكاتب الصحفي ممدوح عيد يكتب: الزمالك في مفترق الطرق: واقع معقد ومستقبل مجهول
نادي الزمالك، أحد أكبر وأعرق الأندية الرياضية في مصر وإفريقيا، يعيش حالة من عدم الاستقرار والاضطرابات خلال الفترة الأخيرة، سواء على المستوى الإداري أو الرياضي. هذا الوضع يعكس واقعًا معقدًا يتميز بعدة تحديات ومشكلات تؤثر على أداء النادي واستقراره.
إحدى أبرز المشكلات التي يعاني منها الزمالك هي الأزمات الإدارية المتكررة. منذ فترة طويلة، تعاقبت على النادي عدة مجالس إدارة، ولكن يبدو أن معظمها لم ينجح في تحقيق استقرار إداري يمكن أن ينعكس إيجابًا على أداء الفرق الرياضية. التغييرات المتكررة في الإدارة تؤدي إلى غياب رؤية طويلة الأمد واستراتيجيات فعّالة لتحقيق أهداف النادي، مما يجعل من الصعب تحقيق النجاحات المتواصلة على المستوى الرياضي.
أحد العوامل التي تساهم في هذه الأزمات الإدارية هو التوترات بين مختلف الأطراف داخل النادي، سواء بين أعضاء مجلس الإدارة أو بين الإدارة والجماهير. تلك التوترات غالبًا ما تتجلى في قرارات غير مدروسة أو صراعات شخصية تؤثر سلبًا على سمعة النادي وتشتت الجهود المبذولة لتطويره.
أما على المستوى الرياضي، فإن نادي الزمالك يعاني من تذبذب في الأداء، سواء في الدوري المصري أو في البطولات الإفريقية. هذا التذبذب يعود إلى عدة عوامل، منها عدم الاستقرار الإداري الذي ينعكس على الفريق الأول، سواء في اختيارات اللاعبين أو الجهاز الفني. كما أن هناك مشاكل مالية تعيق قدرة النادي على الحفاظ على لاعبيه البارزين أو استقطاب لاعبين جدد يمكنهم تعزيز صفوف الفريق.
فضلًا عن ذلك، تتأثر الفرق الرياضية الأخرى في النادي بتلك الأزمات، ما يؤدي إلى نتائج مخيبة للآمال في مختلف الألعاب، ليس فقط كرة القدم. وبالتالي، أصبح من الضروري البحث عن حلول جذرية تعيد للنادي توازنه وتساعده على استعادة مكانته المرموقة.
لا يمكن إغفال دور الجماهير والإعلام في الوضع الراهن للزمالك. الجماهير هي القلب النابض للنادي، ولكن في كثير من الأحيان، تتحول الضغوطات الجماهيرية إلى عامل إضافي يزيد من تعقيد المشهد. الجماهير تطالب دائمًا بتحقيق النجاحات، وهذا حق مشروع، لكن تلك المطالب قد تزيد من التوترات الداخلية وتضغط على الإدارة واللاعبين، مما يؤدي أحيانًا إلى اتخاذ قرارات سريعة وغير مدروسة.
من ناحية أخرى، يلعب الإعلام دورًا مزدوجًا في هذه الأزمة. فبينما يسعى بعض الإعلاميين إلى نقل الأخبار والمعلومات بموضوعية، يختار آخرون التركيز على الجوانب السلبية والمشاكل الداخلية بشكل يساهم في تأجيج الأوضاع، مما يعقد مهمة الإدارة في السيطرة على الأزمات.
إن ما يمر به نادي الزمالك حاليًا يستدعي وقفة جادة من جميع الأطراف المعنية. النادي بحاجة إلى رؤية جديدة واستراتيجية شاملة تُنفّذ بحرفية وعلى مراحل، بحيث تعيد الاستقرار الإداري وتحقق النتائج المرجوة على المستوى الرياضي. وهذا يتطلب إدارة تتمتع بالكفاءة والخبرة، بالإضافة إلى القدرة على التعامل مع التحديات المختلفة بحكمة وهدوء.
الجماهير، رغم مطالبها المشروعة، يجب أن تكون جزءًا من الحل وليس جزءًا من المشكلة، عبر دعم النادي بشكل إيجابي وتفهم الظروف الصعبة التي يمر بها. الإعلام أيضًا عليه دور هام في تسليط الضوء على الحلول الممكنة بدلًا من التركيز على السلبيات.
في النهاية، فإن نادي الزمالك يملك تاريخًا عريقًا وجماهير وفية تستحق الأفضل. التحديات التي يواجهها الآن يمكن تجاوزها من خلال العمل المشترك والتفاني من جميع الأطراف. لذا، يبقى الأمل كبيرًا في عودة النادي إلى سابق عهده، منافسًا قويًا في كل البطولات، وكيانًا رياضيًا يفتخر به الجميع.