دكتورة منال شنوده تكتب .. عمق تفاصيل الصداقة
الصداقة الحقيقية هي بمنزلة الروح والنبض للإنسان، فلا يستطيع أحد الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، والصداقة الحقيقية هي أفضل هدية من الله تعالى لنا، وأجمل ما قيل عنها: الصداقة الحقيقيّة هي الصداقة التي لا تموت وتبقى صامدة على مرّ الأيام والعصور. الصداقة الحقيقيّة تعني أن لا تستطيع العيش بدون صديقك، وتعني أن تقف إلى جانب صديقك في أصعب الظروف وأحلك المواقف. على الرغم من صغر حجم كلمة الصداقة، إلا أنها في معناها أعمق وأجمل بكثير من أي كلمات أو معاني أخرى.
الصداقة الحقيقيّة لا تعني البقاء مع صديقك لأطول فترة من الزمن، لكنها تعني البقاء على العهد والوعد إلى الأبد،فهذا هو الصديق الحق.
هناك في بعض الحالات نجد الصديق الحاقد او الحاسد الذي يحمل بداخله الكره لأسباب ربما معروفه وربما غيرمعروفه
يقول هتلر: (إن الصديق الذي يتحول إلى عدو فجأةً كان حاقداً مُنذ البداية).
إنه فعلاً هذا لقول صحيح ينطبق على بعض الأصدقاء الذين تربطك معهم صداقة قد تطول إلى عشرات السنين ليجيء اليوم الذي يتحول الصديق إلى عدو لك لأنه كان يحمل في نفسه يدري أو لا يدري الحقد لك منذ بداية صداقتك له مع أن مجاملته لك بالعلاقة الطيبة لا يمكن أن تتوقعها أن تحمل بين طياتها الحقد الدفين في نفسه بعد أن تكتشفه عندما تفك الصداقة بينك وبينه ولو بحثت عن الأسباب فإن عقلك الباطن يُحيرك بأنه لن يجيء يوم من الأيام ينفرط عقد الصداقة بينكما بينما أنت تحمل له في قلبك كل محبة وود وإخاء وإخلاص بل أحياناً كان يتنكر لك عن الأمور التي قمت بها له ولكنه لم ينساها ولكن يتعمد نسيانها لتفتك الصداقة بينكما.
النوع الاخر من الصداقه هو صديق المصلحه و الأمر المثير للدهشة في الأشخاص الأنانيين والاستغلاليين أنهم يمارسون هذه الأعمال بالخفاء، إذ يُمكن للإنسان أن يقضي حياته كاملةً مع أصدقائه أو زملائه في العمل دون أن يُلاحظ هذا الأمر خاصةً إن كان معطاءً بلا حدود، ويحترف هؤلاء الأشخاص إخفاء نواياهم لأنه من مصلحتهم أن يُبقوا الإنسان المعطاء سعيدًا، ويملكون القدرة على معرفة مقدار ما يمكنهم الحصول عليه منه دون أن يبتعدوا عنه، وسندرج فيما يلي واستنادًا لعلم النفس بعض السمات السلبية التي ستكشف الغطاء عن شخصياتهم الحقيقة.
يملك الكثير من المعارف، لكن ليس لديه الكثير من الأصدقاء: إذ ينشئ رابطة من الأصدقاء الذين يمكن مساعدتهم عند الحاجة إليهم، ونذكر هذه النقطة لأن تكوين الصداقات الصحية الحقيقية يحتاج للأخذ والعطاء المتبادل، وفي المقابل فصديق المصلحة يُفضل أن يعتمد على مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يمكن أن يتخلى عنهم بسهولة، ويسهل عليه في الوقت ذاته أن يمتلكهم - وللحديث بقيه في مقال اخر بمشيئة الله وعونه.