فاينانشيال تايمز: تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يضع الهدنة بينهما على المحك
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن عودة تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان وضع الهدنة بينهما والتي تم تفعيلها قبل أيام قليلة، على المحك.
وقالت الصحيفة - في سياق مقال تحليلي) -إن إسرائيل قصفت عشرات الأهداف في أنحاء لبنان مساء أمس الإثنين، فيما أطلق حزب الله صواريخ على أراض تسيطر عليها إسرائيل، في تبادل لإطلاق النار وضع الهدنة بين الجانبين تحت ضغط شديد.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الغارات الجوية الإسرائيلية ضربت مواقع متعددة في الأجزاء الجنوبية من البلاد، بعضها على بعد 50 كيلومترًا من الحدود مع إسرائيل في حين قالت إسرائيل إن الضربات استهدفت مسلحين من حزب الله وقاذفات صواريخ وبنية تحتية، وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن تسعة أشخاص على الأقل قُتلوا في القصف.
وبحسب الصحيفة، قال حزب الله إنه أطلق صاروخين ردا على الضربة الجوية الإسرائيلية وكرد دفاعي على الانتهاكات المتكررة من قبل إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
ونفذت إسرائيل عدة ضربات منذ سريان وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي، مما أسفر عن مقتل 13 شخصًا على الأقل في لبنان، بما في ذلك أحد أفراد قوات الأمن اللبنانية، كما سُمعت طائرات بدون طيار إسرائيلية تُحلق على ارتفاع منخفض فوق بيروت عدة مرات في الأيام القليلة الماضية، وقال الجيش الإسرائيلي "إنه على الرغم من الضربات الجوية فإنه لا يزال "ملتزمًا" باتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله".
وأضافت الصحيفة أن "التصعيد الأخير كشف هشاشة الاتفاق، الذي أثار الآمال في إنهاء أعنف مواجهة بين الجانبين منذ عقود، وبموجب شروط وقف إطلاق النار، من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من لبنان على مدى 60 يومًا وأن يحل محلها الجيش اللبناني بينما يُطلب من حزب الله الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، الذي يمتد حتى 30 كيلومترًا شمال الحدود".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل الغارات الجوية المكثفة التي وقعت أمس، إن إسرائيل سترد "على أي انتهاك من جانب حزب الله" لاتفاق وقف إطلاق النار، وأضاف "سيتم التعامل مع أي انتهاك بسيط بنفس التعامل مع أي انتهاك كبير".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يزال من غير الواضح كيف سيتم التعامل مع الانتهاكات، ففي الأيام الأخيرة، أعرب مسئولون من الولايات المتحدة وفرنسا اللتين من المفترض أن تلعبا دورًا مركزيًا في ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار، عن مخاوفهم بشأن الخروقات.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن باريس "حذرت الجانبين من الإجراءات التي تعرض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار للخطر"، كما نقل مبعوث إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، آموس هوكشتاين، الذي لعب دورًا حاسمًا في التوسط في الهدنة، مخاوف واشنطن بشأن انتهاكات إسرائيل للاتفاق إلى المسئولين الإسرائيليين، وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن لبنان سجل ما لا يقل عن 54 انتهاكًا إسرائيليًا لوقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ ودعا اللجنة المقرر أن تشرف على تنفيذه إلى الاجتماع "بشكل عاجل".