الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الحزب السياسى الجديد والتردى الحزبى رؤية تحليليه
أستشعر حراكا حزبيا يطال واقعنا السياسى ، هذا الحراك لاشك سيحدث حاله إيجابيه ستنعش هذا الواقع السياسى بعد أن كاد يصيبه العطب ، ويعتريه التقزم وذلك تأثرا بنهج تشكيل الأحزاب ، والتعاطى مع التجربه الحزبيه إنطلاقا من إفتقادها للحاضنه الشعبيه ، الأمر الذى معه أصبح الجميع متفرجين على مشهد حزبى وسياسى دراماتيكى شديد الغرابه ، لأن من صدروه صدقوا أنفسهم أن لدينا سياسه بحق ، ولدينا أحزاب بجد ، ولدينا إنتخابات وبرلمان بصدق ، رغم مالمسوه فى واقعنا من تقزيم للحياه السياسيه ، كان معه من الطبيعى إبتعاد النخب ، والمثقفين ، والقامات السياسيه ، والشباب الواعى عن المشهد ، وتقدم الصفوف ، حاملي المباخر ، الذين يمعنون فى الطبل ، ويفتقدون للحد الأدنى من الأداء الساسى المحترم ، الممزوج برؤيه سياسيه مرجعها تجارب حقيقيه منطلقها الواقع العملى للممارسه السياسيه .
مرجع هذا الحراك الإعلان عن تدشين حزب سياسى جديد خرج من رحم القبائل العربيه والعائلات المصريه ، يضم قامات سياسيه رفيعه ، ومجتمعيه تتمتع بإحترام شديد ، ومجموعه من المحترفين وليس الهواه أو الشباب عديمى الخبره ، وجميعهم كبار لايأتون بالصغائر ، ولايرتكبون النقائص بحق المختلفين معهم فى الرأى ، أو حتى لديهم رؤيه تتعارض مع رؤيتهم ، وإشتياق المخلصين إلى ساسه كبار لايجتهدون لسحق منافسيهم لأنهم ليسوا ضعاف مساكين كما أفرز واقعنا الحزبى فى الفتره الأخيره ، ودائما مايكون نجاح الأداء السياسى مرهون بمستوى ممارسيه ، من هنا أشعر أن هذا الحزب سيحدث حراكا حقيقيا وسيحيى الحياه الحزبيه بعد ممات ، هذا ماأؤكد عليه بصدق إنطلاقا من أمانة الطرح ونزاهة القلم ، يكفى للدلاله على ذلك أن من أبرز كوادره قامات رفيعه بحق أقول بذلك من خلال معايشه حقيقيه ، لسنوات طوال ، حيث أكون فى خندق المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ .
إنطلاقا من كونى ممارس للعمل السياسى ، وكاتب صحفى متخصص فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ، وقبل كل ذلك كمواطن مصرى يتمسك بأن يكون وطننا الغالى أعظم الأوطان تنتابنى حالة من الطمأنينه أن واقعنا السياسى سيكون بخير بعد أن أدركت أن هذا الحزب الذى يتم تدشينه يضم قامات رفيعه بحق ، البعض أعرفه إسما ولم ألتقيه ، لكن آخرين بينى وبينهم عيش وملح وصداقه إرتقت إلى درجة الأخوه ، فى القلب منهم معالى الوزير اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربيه السابق الذى أفخر أننى إبن تلك المحافظه مولدا ونشأه وإقامه ، وحتى عند الرحيل سيوارى ترابها جسدى حيث مقابر عائلتى ببلدتى بسيون ، وهذا الرجل لمن لايعرفه من القامات الرفيعه فى هذا الوطن الفاهمه والواعيه ، ورجل أمن من الزمن الجميل ، ويتمتع بذكاء حاد يجعله يحدد معالم أى شخص يلتقيه ، لذا إحتل مكانه رفيعه فى نفسى بل إنه جعل كثر يدركون عظمة الصعيد بحق لأنه أحد أبنائها ، والصديق والحبيب معالى الوزير اللواء عادل لبيب الذى زلزل أركان الإداره المحليه بما أحدثه من تطور فى قنا يتحدث عنه الناس جميعا حتى اليوم ، وهو رجل عاقل متزن ، ويعى الأمور جيدا وبينى وبينه عشرة طيبه ، ومحبه خالصه ، حفظه الله بحفظه .
تواكب مع الشخصيات التنفيذيه السابقه التى تقود الحزب الجديد شخصيات برلمانيه مشهود لها بالنزاهة والطهاره والإحترام ، والإتزان ، فى القلب منهم صديق العمر أخى معالى النائب أحمد رسلان الذى تشرفت بزمالته بالبرلمان ، وعضوية لجنة الشئون العربيه بالبرلمان ، وعضوية البرلمان العربى الأفريقى عن البرلمان المصرى ، وكنا كتفا بكتف فى البرلمانات العربيه ولعل ماأحدثناه من حراك فى مؤتمر البرلمان العربى الأفريقى الذى عقد فى أبوجا عاصمة نيجيريا خير شاهد ، وهو بحق رجل بألف رجل ، ثم يأتى أخى النائب فايز أبوحرب إبن سيناء الحبيبه الذى تشرفت بزمالته بالبرلمان ، ليرسخ لحقيقه هامه مؤداها أن إختيار العقلاء الفاهمين فى المواقع التنفيذيه أو الشعبيه أولى خطوات تحقيق الغايات النبيله التى تهدف إلى النهوض بالوطن ، فهو شخص محترم ومجتهد ، ومخلص لهذا الوطن الغالى ، وصديق العزيز معالى النائب إبراهيم رفيع الذى إشتقت إلى أياما قضيناها معا تحت قبة البرلمان كان منطلقنا خدمة هذا الوطن الغالى ، ورعاية أبناء شعبنا العظيم .
لاشك أن هذا الحزب سينعش واقعنا السياسى ، شريطة توسيع مساحة الحوار والنقاش ، والقضاء على السلبيه القاتله التى خلفها توجيه التحذير لكل من ينتقد حزبا يحظى بالرعايه ، خاصة بعد أن تحول بعض من فيه إلى رقباء على جموع الناس ، والباقى من الساسه المنتمين للمعارضه الوطنيه ، منبها من موجة النزوح الجماعى التى إبتلي بها الوطن منذ المنابر ، وما النزوح الجماعى إلى الحزب الوطنى عند الإعلان عنه ببعيده ، وسجلها التاريخ على أساس أنها منطلق التردى السياسى ، ومع ذلك تم تكرارها لكن إلى أحزاب تفتخر أنها صنيعة السلطه الأمر الذى معه باتت التجربه الحزبيه بمصر فى مهب الريح ، ويتعين خلق مناخ سياسى ينطلق من حوار فاعل بين كل الساسه والأحزاب منطلقه وطنى ، وإعادة النظر فى ظاهرة المائة حزب بعد أن أثبتت التجربه أن المقارات ماهى إلا دكاكين عليها لافتات ، والدفع بالأحزاب التاريخيه القديمه خطوه للأمام فى الممارسة السياسيه جنبا إلى جنب مع الحزب الجديد ومن له رصيد فى الشارع من الأحزاب بعد غلق دكاكين الأحزاب بدمجها ، وذلك للقضاء على حالة الجمود الحزبى ، ودفعهم للتحرك وسط الجماهير لإحداث حراك شعبى حقيقى ، يتمخض عنه دراسات وأبحاث للخبراء فى تلك الأحزاب ولجانه المتخصصه لكافة القضايا خاصة الإقتصاديه ، وحوار ممتد بين الأحزاب يقوم على الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان ، ورؤيه صادقه للنهوض بالوطن ، هذا ماأردت تأكيده حسبة لله تعالى ثم الوطن متمنيا أن يتفاعل مع مضامينه كل المعنيين بالأمر ، يبقى أن هناك كثر يعلقون الآمال على الحزب السياسى الجديد ويعتبرونه الأمل فى القضاء على التردى الحزبى ، فهل يستطيع ترميم ماخلفته الأحزاب الدراماتيكيه ؟ ، هذا ماستكشف عنه الممارسه ، ويحدد معالمه الآداء .