أمل دياب الباحثة في العلوم الإدارية تكتب: الرفاهية البشرية بين النظرية والتطبيق
تعد الرفاهية البشرية أمرا رئيسا في مرتكزات الفضيلة الأخلاقية ذات الأبعاد والمعاني الإنسانية السامية؛ تلك المعاني ذات القائمة على أسس روحانية راسخة غير قابلة لثمة دحض أو تغيير .
ويمكن للمؤسسات الجامعية كبيئة تنظيمية يسودها العديد من القيم والمفاهيم التنظيمية مجابهة فيضان المتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والاقتصادية التي تواجهها مثل:(انخفاض مستوى الأمن الاقتصادي، التنوع الثقافي للموارد البشرية، تفاوت أساليب الإدارة والتخطيط الإستراتيجي، تضاؤل فرص العمل المتاحة، احتدام مستوى التنافسية في سوق العمل) بدعوى الحاجة الملحة لبلوغ ثقة عملائها، ونيل الدعم التنظيمي المدرك لدى جهورها الداخلي؟.
لقد أفرزت إشكالية التوازن بين مثاليات العلم وسلوكه الواقعي مفهوم الشركات الفاضلة؛ فصار لدينا نظم قائمة علي إدارة الموارد البشرية الخضراء ؛ وصار لدينا وسطا جامعيا يعلي قيم العلم ويرتقي بمهارات الأكاديميين؛ ويطور مجالهم المهني؛ كي ينعكس علي التأهيل الدراسي والتطبيقي للطالب متلقي الرسالة التعليمية.
هذه الجامعات كغيرها من المنظمات قادرة على تخطي مبادرات المسئولية المجتمعية بشقيها الداخلي والخارجي؛ التي قد تقوم على علاقات الربحية المتبادلة؛ بهدف حصد ميزةٍ تنافسية ما أو نيل اعتراف خارجي، أو لتعزيز صورتها الذهنية الطيبة؛ ذلك لأن ممارسات الفضيلة التنظيمية؛ تترفع عن كل هذه الاعتبارت؛ من أجل بلوغ مختلف مظاهر النفع للآخرين؛ ودعم مقومات السلوك الاجتماعي الإيجابي؛ بغض النظر عن انتظار المكافأة، أو مبدأ المعاملة بالمثل.