الكاتب الصحفي محمود الشاذلي يكتب : ياأسيادنا هل حقا مفيش فايده!!؟
ياقوم أليس فيكم رجل رشيد .. ياقوم أليس فيكم مسئول رشيد يردع لعبة الكرات الصلبه التى إنتشرت بريف مصر .. ياقوم أليس فيكم مسئول صاحب قرار يرحمنا مما نحن فيه من عذاب ، مرجعه تقصيرهم فى الحفاظ على المجتمع من الهزل ، وفشلهم فى إتخاذ قرار قابل للتنفيذ يردع كل صاحب مصنع ينتج لعبه للأطفال منتهاها تعذيب الناس ، أو حتى فرض سلطة القانون على محلات بيع لعب الأطفال والمكتبات التى تبيع تلك الألعاب فى إنعدام خلقى غير مسبوق لدى أصحابها .. ياقوم هل فقدنا القدره على حصار الظواهر المجتمعيه البغيضه حتى باتت من الأمور الطبيعيه بالمجتمع . أستطيع القول أن المواطن ضحية خلل جسيم طال كل المجتمع المصرى ، مرجعه تلك الرحرحه التى إنتابت أداء كثر من المسئولين على كافة المستويات وزراء كانوا ، أو محافظين ، ووكلاء وزاره جميعهم نرى لهم نشاطا مكثفا على صفحاتهم بالفيس بوك لاعلاقه له بالواقع ، الذى تسبب فى قهر إرادة الأسره المصريه ، بعد أن أصبحت تعيش حاله من الذعرغير مسبوقه ، خاصة فى ريف مصر بسبب بعض ألعاب الأطفال التى تحدث صوتا مزعجا ، وتتسبب فى إحداث حاله من الضجيج أخرجت الناس عن شعورهم خاصة المرضى منهم فى ريف مصر حيث القرى ، والعزب ، والنجوع ، وحتى المدن الريفيه كبلدتى بسيون ، قد يبدو الأمر بسيط بالنسبه لمن يقرأ هذا الكلام ، لكن الواقع بشع بكل ما تحمله الكلمه من معاني .
مؤلم أن أقول لم أري إهمال بحقوق الطفل من خلال زيارتي لكثير من دول العالم وبلاد كثيره في أوروبا ، ودول الكومنولث ، بل وفى أحراش أفريقيا مثلما رأيت في بلدنا مصر، مرجع هذا ماأدركته فى واقعنا ، حيث غزت الأسواق مؤخرا ألعاب مسليه للأطفال ومزعجه للناس ، خاصة تلك التى تصدر أصواتا ، وتعكس حاله من الفوضى فور البدء باللعب بها ، يعتبرها الطفل مسليه ، فيما يعدها كل الناس خاصة جيرانهم بأنها مصدر للإزعاج ، بل وعذاب ، وهى كذلك بحق ، بعض هذه الألعاب التى إنتشرت إنتشارا واسعا بين الأطفال لعبة الكرات الصلبه ، المعلقه فى خيطين ، التى تباع فى كل المحلات الخاصة ببيع الألعاب ، أو المكتبات ، وأصبحت تلك اللعبه لاتبارح أيدى الأطفال الصغيرتين ، رغم خطورتها علي يديهم لأنهم بكثرة إستعمالها يترك أثرا كارثيا على شرايين كف اليد والأصابع يصل لتهتك أو قطع للأوتار ، وإصابات قد تصل حد فقدان قدرة الأصابع على التحكم حتى فى إستخدام القلم ، هذا بالإضافه إلى أنها تأخذ كل وقته ، وتمنعه من التركيز فى دروسه ومدرسته ، قولا واحدا الٱباء وقبلهم الأمهات ، أكثر المسئولين عن تأثر الأطفال بهذا النوع من الألعاب الغريبه والخطيره ، لأنهم سمحوا لأطفالهم بإقتنائها فكانت النتيجه وخيمه على حياة الطفل ، بعد أن أثرت فيهم هذه الألعاب بطريقه سلبيه أبعدتهم عن دراستهم ، وشتت ذهنهم بالكامل ، لينشغلوا بها طوال الوقت ، مهملين أنفسهم وواجباتهم المدرسيه .
تتعاظم المأساه حيث يتجمع الأطفال فى محيط سكنهم من الثامنه صباحا وقت أجازة نصف العام ويوم الجمعه ، وفور العوده من المدرسه أيام الدراسه ، والدروس مساءا ، ومعهم تلك اللعبه ، حيث يستخدمونها بصوره تحدث ضجيجا ، يقابل ذلك الأب والأم بسلبية منقطعة النظير ، إنطلاقا من مبرر أنهم اطفال ، دون إنتباه أن من واجبهم أن يوجهوا أطفالهم ، ويصوبوا مسلكهم ، لأن سلوك الطفل الخاطىء يتنامى فيجعله يضع مسمار فى فيشة الكهرباء فيصعقه كما سبق وأن حدث ، أو يخرج أمام سياره فجأه فيلقى مصرعه لأنه لم يجد من أسرته من ينبهه أن يسير بجانب الطريق ، ولايخرج فجأه بعرضه ، كل ذلك من الطبيعى لأنه لم يجد تنبيه وتوضيح وإرشاد من الأب أو الأم ، الكارثه أنه كما أدركت فى أعماق بلدتى بسيون الأم تنبه على أولادها أن يستخدموا تلك اللعبه بعيدا عن منزلهم حتى لايسببوا إزعاج لهم خاصة إذا كان الأب بالبيت وفى حاجه للراحه ، وحتى إذا كان الأب خارج البيت يسعى على لقمة عيشه ، تلقى الأم بأطفالها فى الشارع طوال اليوم لتستريح منهم ومن ضجيجهم ، وتستخدم تلك اللعبه الملعونه كأحد المغريات لهم ليبتعدوا عنها ، فيلتقى الطفل مع رفقاء السوء ومايتبع ذلك من إنحراف سلوكى وخلقى .
كثيرا مايسعدنى إدراك الأجهزه المختصه للإجراءات التى يتم إستخدامها للسماح لإنتاج أى لعبه للأطفال ، أو أى منتج للطفل ، خاصة وأننى فى أوروبا أدركت الغايه المبتغاه من نوعية الألعاب المنتجه كما سمعت من الخبراء فى هذا المجال وحظر إنتاج أى لعبه ليس لها مردود إيجابى على الطفل ، لكننى سرعان ماإنقلبت السعاده لحاله من الغم والكآبه حيث أفاجىء فى وطننا الحبيب مصر ، بترك الباب على مصراعيه لإنتاج تلك الألعاب التى تضر بالمجتمع دون ردع ، لأن الأجهزه فى خبر كان ، فلارقابه على من يصنعها ، أو حتى يعرضها للبيع بالمحلات حتى يكاد يترسخ فى الذهن أن هناك مجرمين ، أعدوا لهذا الأمر سلفا مستغلين إنشغال الأجهزه المعنيه بما هو أهم خاصة مايتعلق بالأمن القومى ، دون إدراك أن تدمير البنيه المجتمعيه هو أمن قومى شديد الخطوره ، وأننا فى دوله محترمه ، وليس جمهورية الموز ، لذا يتعين أن تتحرك أجهزة الإداره المحليه ، والرقابه على المنتجات جميعهم ويتخذوا من الإجراءات مايقضى على تلك الظاهره المريبه والغريبه والذى أخشى أن يكون الترويج لها هناك من يخطط له من خلف ستار لتدمير المجتمع إنطلاقا من أطفالنا ، وتصدير حالة من التردى بالمجتمع وهذا مالانقبله أو نرضى به .
يبقى على الأجهزه المختصه فى القلب منها الأجهزه الأمنيه إعمال مسئولياتهم ، وإتخاذ إجراءات رادعة ضد من ينتجونها ، وهؤلاء الذين يسمحوا لها بالتداول بعد فشل الأسر المصرية فى تصويب هذا الخلل الجسيم ، وكذلك إتخاذ إجراءات قانونيه رادعه حيال أولياء أمور هؤلاء الأطفال ، وهم ليسوا بمأمن عن الأجهزه الأمنيه ، بل من السهوله بمكان تحديد شخصياتهم طالما لديهم تلك الحاله المستفزه فى تصويب مسلك أطفالهم ، وأعتبر ماسطره قلمى فى هذا المقال بلاغا ليس لوزير الداخليه المحترم اللواء محمود توفيق فحسب ، بل إلى اللواء محمد عمار مساعد أول وزير الداخليه ، واللواء أيمن عبدالحميد مدير أمن الغربيه أيضا ، لإنقاذ هؤلاء الأطفال من التشرد ، وحماية المجتمع من التطاحنات التى لاشك سيتسبب فيها إخفاق أولياء الأمور عن تصويب مسلك أطفالهم ، متمنيا أن اسجل بقلمى ماسيبذلوه من جهد حيال تلك الكارثه المجتمعيه ، ولاينتابنى الإحباط الذى إنتاب غيرى من أهالينا الطيبين الذين إشفاقا على شخصى كأحد الذين يتعايشون همومهم فى ريف مصر حاولوا تصديره لى ، بل وحاولوا إقناعى ألا أوجع دماغى لأنه مفيش فايده .