”واشنطن بوست”: إدارة ترامب تطرد الآلاف من الموظفين بسبب ”الأداء” رغم عدم ثبوت ذلك

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر، اليوم /الثلاثاء/، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طردت حتى الآن الآلاف من الموظفين الفيدراليين بسبب مزاعم حول "تردي أدائهم"، رغم عدم ثبوت ذلك فعليًا.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير، إن العديد من الموظفين الذين تم استبعادهم في أحدث سياسة تخفيض العمالة التي تبناها ترامب عبر الوكالات الفيدرالية يتمتعون بتقييمات ممتازة في أعمالهم، لذلك يُتوقَع أن يسعى هؤلاء إلى تقديم طعون قانونية.
واستشهدت الصحيفة برسالة وجهها مدير أماندا ماي داوني، التي تعمل في فرع ميشيجان لخدمة الغابات الأمريكية، حيث علمت أن اسمها مدرج في قائمة الفصل وكان عليها أن تأتي إلى مكتب مديرها لتوقيع خطاب رسمي لإنهاء خدمتها وأن تفعل ذلك قبل انتهاء عطلة نهاية الأسبوع. وقال مديرها، وفقًا لتسجيل قدمته داوني لصحيفة واشنطن بوست:" أنا سعيد لأن وكالتنا قررت على الأقل أنه يمكننا فعل ذلك شخصيًا؛ حتى نتمكن من إضافة لمسة إنسانية صغيرة على ما يحدث".
وتم فصل العديد من موظفي الإدارة الفيدرالية خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ حيث واجه المديرون طلب إدارة ترامب بطرد العمال بحلول يوم الثلاثاء. وفي الرسائل الجماعية وفي المنتديات عبر الإنترنت، أُطلِق على سلسلة عمليات الفصل المليئة بالأخطاء "مذبحة عيد القديس فالنتاين".
واستهدفت عمليات الفصل- حسبما أبرزت الصحيفة- الموظفين الجدد في فترة الاختبار، الذين يتمتعون بحماية أقل من الموظفين الدائمين، وطالت أيضًا الأشخاص الذين لديهم سنوات من الخدمة وانتقلوا مؤخرًا بين الوكالات، بالإضافة إلى المحاربين القدامى والأشخاص ذوي الإعاقة الذين تم توظيفهم من خلال برنامج "سرع من توظيفهم"، لكن ترامب وضعهم في فترة اختبار لمدة عامين، مع الاشارة إلى أن معظم الموظفين في فترة الاختبار يتمتعون بحقوق محدودة في استئناف عمليات الفصل، لكن رؤساء النقابات تعهدوا بتحدي عمليات الفصل الجماعي في المحكمة؛ إذ أشارت أكبر نقابة تمثل العمال الفيدراليين إلى أنها تخطط لمحاربة عمليات الفصل وملاحقة الإجراءات القانونية.
وحذر منتقدون من العواقب السريعة مع تسابق الإدارة لتنفيذ رؤية روّج لها ترامب والملياردير إيلون ماسك لحكومة أكثر رشاقة بتشكيلات حديثة؛ إذ دفعت الموجة الأخيرة من طرد الموظفين بالفعل إلى تقديم شكوى إدارية نيابة عن العمال في تسع وكالات، مما أضاف إلى أكثر من اثني عشر اختبارًا قانونيًا لقوة ترامب تم تقديمها بعد شهر واحد من ولايته.
وأضافت "واشنطن بوست" أن إدارة ترامب لن تكشف عن عدد العمال الذين قامت بتسريحهم منذ الأسبوع الماضي قبل الموعد النهائي الذي حددته يوم الثلاثاء القادم، لكن الحكومة وظفت أكثر من 200 ألف عامل تحت الاختبار اعتبارًا من العام الماضي. وقد امتدت عمليات الفصل لتشمل الموظفين في كل وكالة تقريبًا، بما في ذلك صناع الخرائط وعلماء الآثار وباحثو الأمراض، في قرارات قال بعض العمال إنها تتناقض مع توجيه مكتب إدارة الموظفين الأمريكي للاحتفاظ بالعمال "الحاسمين للمهمة".