الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : بلطجى نقابة الصحفيين

أتعجب بل يعتسرنى الحزن والالم من هؤلاء الزملاء الصحفيين وهم قلة لا تتعدى أصابع اليد الذين يدافعون عن البلطجي الذى يقتحم نقابة الصحفيين ويعتصم بمكتب النقيب ويحاول إستفزاز الجميع وإفتعال معارك ومشاجرات ،وكأنه بطل قومي جاء لينقذ النقابة من السقوط ، رغم أنه لا يملك حتى بطاقة عضوية! هل أصبح الدفاع عن الفوضى مهنة جديدة؟ أم أنهم يتسابقون على لقب "أبطال الخراب"؟ يبدو أن البعض يعتقد أن الخيانة للنقابة تُمنح معها جوائز، ولكن الحقيقة أن مكاسبهم لا تتعدى أضواء وهمية على مسرح الفشل.
فى الحقيقة أعجز عن فهم كيف يخرج بعض الصحفيين، الذين يُفترض أنهم حماة الدفاع عن النقابة ، للدفاع عن هذا البلطجي وكأنه ناطق رسمي باسم الكرامة! هل أصبح الدفاع عن البلطجة هواية جديدة؟ أم أنهم يتطلعون لدور "مدافعي الخراب" في مسرحية عبثية؟ يبدو أن مكاسبهم لا تتجاوز التطبيل لمهرج بلا وزن، وكأنهم يتسابقون لنيل لقب "أشجع خائن لنقابته"! حقًا، من يدافع عن البلطجي لا يدافع إلا عن نفسه ومصلحته الضيقة، وهو مستعد لبيع مهنته وكلمته مقابل فتات لا قيمة له، وكأنهم يسعون لحيازة أوسمة الفشل.
على هؤلاء المدافعين عن البلطجي أن يراجعوا أنفسهم، وكأنهم نسوا أن نقابة الصحفيين ليست كافية مفتوحاً لأي عابر سبيل أو هاوٍ في كتابة المنشورات، النقابة لها شروط لا يعرفها البلطجي ولا حتى أحلامه الوهمية، هل هذا البلطجي يعمل في صحيفة معترف بها؟ أم أن جريدته من نوع "بئر السلم" التي توزع على أقرب جيران لة؟ هل لديه أرشيف مهني، أم أرشيف مشاجرات؟
أما عن الشروط الأكاديمية، فالنقابة تقبل فقط خريجي الكليات والمعاهد الاربع سنوات المعتمدة، وليس "خريجي الشارع". ودورات النقابة ليست في فنون البلطجة، بل في مهنية الصحافة، فأين هذا البلطجي من تلك المعايير؟ هل يظن هؤلاء المدافعون أن النقابة ستفتح أبوابها لمجرد أنه يجيد إثارة الفوضى؟ يبدو أن دفاعهم عنه ليس إلا بحثاً عن "بطولات وهمية" وسط ركام الفشل.
إن نقابة الصحفيين ليست مجرد مؤسسة عادية أو جمعية مهنية كباقي الجمعيات، بل هي حصنٌ عريقٌ يحمل على عاتقه رسالة الدفاع عن الكلمة الحرة، وحماية حقوق الصحفيين الذين يُشكّلون صوت الأمة وصوت الحق، لها قدسية عظيمة وخط أحمر واضح لا يمكن لأي شخص تجاوزه أو المساس به.
من المؤسف بل والمرفوض تمامًا أن نقف متفرجين عاجزين أمام من يحاول اختراق هذا الحصن والاعتداء على كرامة الصحافة ونقيبها المنتخب بإرادة حرة من الجمعية العمومية.
إن ما جرى من اقتحامٍ لمقر النقابة وما تبعه من محاولة اقتحام مكتب نقيب الصحفيين المنتخب هو تجاوز خطير لكل المبادئ والقيم التي لطالما رسختها النقابة في الدفاع عن حقوق الصحفيين والذود عن حرية الرأي والتعبير،فأننا لا يمكن أن نقف صامتين أمام من يحاول إدخال النقابة في دوامة الفوضى وافتعال الأزمات، مستخدمًا أساليب رخيصة كالمشاجرات وتقديم البلاغات هنا وهناك ، هذه التصرفات لا تمت بأي صلة لأخلاقيات العمل الصحفي ولا تعكس سوى قلة احترام للكيان العظيم الذي تمثله النقابة.
لا يمكن لنا أن نقبل إهانة نقيب الصحفيين، فهو ليس مجرد شخص، بل رمزٌ يُمثّل كرامة الصحافة ومكانتها في المجتمع،فأى محاولة لجرة الى معارك ومشاجرات مفتعلة ،هي محاولة لإهانة كافة الصحفيين وكل من يؤمن برسالة الصحافة الحرة، يقف بكل حزم وإصرار دفاعًا عن كرامة نقيبنا المنتخب، ولن نسمح لأي كان أن يعبث بهذا الكيان العريق أو أن يُملي إرادته عليه من خلال الترهيب أو الضغوط.
إننا نتعجب بشدة من تلك الأصوات التي تدافع عن شخص لا ينتمي للنقابة وليس له أي صفة عضوية بها، ويحاول بشتى الطرق أن يدخل النقابة بطرق غير قانونية وغير مهنية، فمن غير المقبول أن تتحول النقابة إلى ساحة للتفاوض عبر الاعتصامات أو استعراض القوة، هذه الممارسات المبتذلة تُسيء إلى تاريخ النقابة وإلى الصحفيين الحقيقيين الذين بنوا هذا الصرح بعرقهم وكفاحهم من أجل الكلمة الحرة.
نقابة الصحفيين ليست مكانًا للتفاوض تحت أى ضغوط، وليست ميدانًا للمشاحنات أو المعارك الوهمية التي تفتعلها بعض الأطراف لتحقيق مصالح شخصية، إن نقابة الصحفيين وكرامة أعضائها خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ومن يحاول أن يتعدى هذا الخط سيجد أمامه جدارًا من العزة والكرامة والشرف الذي يحمينا جميعًا.
أننى أطالب نقابة الصحفيين باتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد هذا البلطجي، الذي يحاول بالقوة والتهديد أن يفرض نفسه على هذا الكيان الشريف، يجب على النقابة التقدم ببلاغ رسمي إلى النائب العام ضد هذا الشخص، واتخاذ تعهدات صارمة بعدم السماح له بدخول مبنى النقابة مرة أخرى تحت أي ظرف من الظروف. بل يجب أن يُمنع من الاقتراب من النقابة نهائيًا حفاظًا على كرامتها وحفاظًا على استقرار العمل الصحفي داخلها.
كما يجب تحويل كل من يدافع عن هذا البلطجي أو يسانده بأي شكل كان إلى لجنة تحقيق داخل النقابة، لأن من يدافع عن الفوضى ويساند التجاوزات يجب أن يُحاسب، فالنقابة ليست مكانًا للصراعات الشخصية أو دعم التصرفات الخارجة عن القانون،و كل من يسعى إلى زعزعة استقرار النقابة أو الإساءة إلى كرامة الصحفيين يجب أن يُحاسب أمام الجميع.
وهنا لا يمكن أن نتجاهل تلك الأقاويل التي تتردد في الأروقة بأن هذا البلطجي ربما يُنفذ هذه التصرفات المدانة في هذا التوقيت الحساس، ونحن على أعتاب انتخابات النقابة، يبدو أن هناك أطرافًا خفية قد تكون من أعداء النجاح، يحركون هذا الشخص لضرب استقرار النقابة وخلق أزمات متعمدة لضرب الشرعية والكرامة.
هذه المحاولات البائسة التي تأتي من خلف الكواليس، وضربات تحت الحزام، لا تهدف إلا إلى تعطيل مسيرة النجاح وتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب المهنة وأبناء النقابة الشرفاء.
من هنا نؤكد أن نقابة الصحفيين ستظل دائمًا رمزًا للكرامة والعزة، وسنظل ندافع عن كيانها بكل ما أوتينا من قوة، لأننا نؤمن أن حرية الصحافة هي العمود الفقري لأي مجتمع يسعى إلى الحرية والديمقراطية.