الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب: تخاريف صيام .. البيوت أسرار ” ٢ ”

بيت " الخواجة " مصطفى جعفر .. وعلاقته بفيلم " بيت المواردى "
مازلنا بين أحضان أعظم شارع ليس فى مصر فقط وإنما فى العالم كله وهو شارع المعز لدين الله الفاطمى لنتجول معاً داخل منزل أثرى آخر لا يقل جمالاً وروعة عن بيت السحيمى وإن كان يقل عنه فى المساحة .. إنه بيت " الخواجة " أو " الخواجا " مصطفى جعفر " أكبر تاجر بن فى مصر فى عصره.
الزائر لشارع المعز يرى جانب كبير من هذا البيت مطلاً عليه فهو صرحا تشتم من عبق الماضى الجميل .. منتصباً شامخاً أمام مسجد سليمان أغا السلحدار وأيضاً أمام القبو الرائع المؤدى إلى حارة برجوان.
وأيضاً يقع هذا المنزل فى تلك الحارة المصرية الأصيلة التى تشع بريقا ساحرا وهى حارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز حيث التجليات الرائعة والروحانيات الجليلة التى تشعر بها بمجرد أن تطأ قدميك ذلك الشارع العظيم خاصة خلال مثل هذه الأيام الرمضانية المباركة.
منذ سنين طويلة كان هناك مقهى يطلق عليه إسم ( المواردى ) وكان بالمساحة المحيطة حوله ضمن أوقاف " الخواجا " شهاب عطى والتى إشتراها أحد الأعيان وهو تاجر البن الشهير الحاج مصطفى جعفر والذى يمارس تجارته من محله الكبير فى وكالة " أوده باشى "
وفى سنة ١١٢٥ هجرية / ١٧١٣ ميلادية قام مصطفى جعفر بتشييد هذا المنزل الرائع وهو من الخارج له واجهتين يعلوهما مشربيات بالطابق العلوى، والمدخل يقع بالواجهة الغربية ويؤدى إلى صحن تحيط به حجرات خدمية وبجانب الصحن يوجد سلم يؤدى إلى الطابق العلوى.
وفى الجهة الشمالية الشرقية يوجد باب يؤدى إلى القاعة السفلية وتنقسم إلى " درقاعة " وسطى ذات أرضية من الفسيفساء _ وهذه الدرقاعة هى عبارة عن مساحة صغيرة ذات أرضية منخفضة وأحيانا يتوسطها فسقية أو فوارة المياة _ ، أما الجزء السفلى للمنزل فهو من الجدران المجلد بالرخام الملون بالخشب المرسوم وعليها تقسيمات رخامية يعلوها زخارف نباتية.
ويتميز المنزل بأنه يحاكى العمارة المملوكية المعروفة بالإبداع والتميز وذلك على الرغم من بنائه فى العصر العثمانى ، ورغم ملاصقته لبيت السحيمى إلا أن عمارته مختلفة ولا يوجد به مقعد صيفى والفناء الرئيسى للبيت هو مربع وصغير.
فى أوائل الثمانينات أنتجت السينما المصرية فيلما للممثل الكبير فريد شوقى والفنانة نبيلة عبيد والفنان فاروق الفيشاوى أطلق عليه إسم " قهوة المواردى " ، ومن البعض أن الفيلم يحكى تاريخ تلك المقهى التى إشتراها مصطفى جعفر وهدمها وقام ببناء منزله على مساحتها ولكن هذا غير صحيح مطلقا ، ولكن هذا ليس معناه أن البيت ليس له علاقة بالفن فها هو الآن تقام فيه العديد من الأعمال التراثية تحت إشراف وزارة الثقافة ليصبح نبراسا مضيئا فى سماء الفن الشرقى العظيم.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى