دلال عبد الحفيظ تكتب: عمل المرأة بين النفق المطلم والنبراس المنير

تواجه المرأة العاملة عديد الضغوط والتحديات ذات الأبعاد الشخصية والمجتمعية لاسيما بمجتمعاتنا العربية التي مازالت تعاني من تدني مستوى الثقافة؛ ما يفرض بدوره توجيه النظرات السلبية غير المبررة نحو المرأة دون الاكتراث للدور المجتمعي والتنموي بل والاقتصادي أيضا الناتج من انغماس المراة بمجالات التنمية المجتمعية المستدامة.
ولعل هذه النظرة السلبية والصورة النمطية غير المبررة تكون نتاجا للأفكار المغلوطة المتوارثة وكذلك النواتج الفكرية غير الصحيحة التي تبثها أجهزة التنشئة الاجتماعية من جانب، وكذلك وسائل الإعلام وما تعرضه من مواد درامية تشوه الصورة الذهنية للمرأة من جانب آخر.
فلازالت الأفلام والمسلسلات تركز بشكل غير مبرر على المراة الأمية عير الواعية أو التي تلجأ إلى الخرافات والسحر والشعوذة؛ دون الاكتراث بالمرأة القيادية الناجحة في ربوع الحياة، فأين الطبيبة؟ وأين عضوة المجالس النيابية؟ وأين المرأة القادرة على تجاوز الضغوط المهنية؟ ..تلك المرأة ذات التمكين النفسي والاجتماعي الذي تصنعه الشخصية القوية المقترنة بظروف مجتمعية وثقافية داعمة.
ففي بعض المجتمعات، تواجه المرأة قيودًا تحد من حريتها في اتخاذ القرارات المصيرية، سواء على مستوى التعليم، أو العمل، أو حتى الطموحات الشخصية.
هذه القيود تجعلها تشعر بالعجز عن تحقيق ذاتها، مما قد يؤدي إلى استسلامها مبكرًا .
قد تحمل المرأة مسؤوليات مزدوجة بين العمل والمنزل، وغالبًا ما تكون مطالبة بالتوفيق بين دورها المهني والعائلي.
وفي كثير من الحالات، تضطر إلى التراجع عن طموحاتها بسبب الأعباء المتزايدة، مما يجعلها تشعر بالإحباط واليأس؛
فبعض النساء يعانين من الخوف من الفشل أو التردد في اتخاذ قرارات جريئة، خاصة إذا لم يجدن دعمًا كافيًا من المجتمع أو الأسرة.
هذا الشعور يؤدي إلى التردد في خوض التحديات، مما يجعل فرص النجاح أقل وجودا وأكثر عرضة؛ لاسيما وأن في بعض البيئات، يتم تضخيم أخطاء المرأة أكثر من أخطاء الرجل، حيث تواجه انتقادات أشد ضراوة عند الفشل؛ ويؤدي هذا الضغط النفسي قد يدفع بعض النساء إلى تجنب المخاطرة أو التحديات خوفًا من الأحكام القاسية التي قد تواجهها.
ورغم هذه التحديات، فإن الفشل ليس نهاية الطريق، بل يمكن أن يكون نقطة انطلاق جديدة؛ من خلال تعزيز الثقة بالنفس، وتطوير المهارات الاتصالية والتنظيمية، تلك المهارات التي يتم صقلها بالتدريب، والمشاركة المجتمعية، وغرس ثقافة العمل التطوعي والخيري والبيئي، فضلًا عن أداء مهام العمل وإدارة الوقت، ومن ثم التوافق والاتساق بين الأسرة من جانب وبين المجالات التطبيقية والمهنية من جانب آخر.
ولا يمكن النظر لفشل المرأة على أنه قصور نقص في قدراتها العملية ومهاراتها الشخصية، دون النظر إلى العوامل الخارجية التي تفرضها الظروف المجتمعية تارة والثقافية تارة أخري، لذا فإن الإصرار والعزيمة المصحوبة باستمرارية السعي والعمل الدؤوب هما الأدوات الأكثر بروزا لتجاوز هذه العقبات وتحقيق النجاح.