الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : يقينا .. الوحده العربيه لامفر منها ولاتنازل عنها .

شاءت إرادة الله أن تكون مصرنا الحبيبه قلب العروبه النابض ، والملاذ الآمن لكل حائر، والمستقر لمن يبحث عن الطمأنينه ، والمدافعه عن حقوق الشعوب التى خذلها حكامها ، وظلمها الظالمين ، لذا تتحمل القضيه الفلسطينيه ، وتتحمل تبعاتها حتى وإن خذلها اليوم حكام تونس والجزائر، والمغرب ، وأمير الكويت ، وولى عهد السعوديه ، ورئيس الإمارات ، وسلطان عمان ، ولم يحضروا القمه العربيه الطارئه التى إستضافتها القاهره أمس الثلاثاء ، وذلك لبحث خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة ، وبحث التطورات الأخيرة في القطاع ، حتى من حضروا من حكام العرب إختلف بعضهم كما تعودنا وإنتهى الخلاف على تسمية مبادرة القمة العربية بالمبادرة المصرية ، ورغم هذا الغياب المؤلم لهؤلاء القاده العرب عن القمه العربيه إلا أنه تقديرا لمصر حضر سكرتير عام الأمم المتحدة ، ورئيس الاتحاد الافريقي ، وممثل الاتحاد الأوروبي ، وقادة منظمات دولية أخري ، الأمر الهام أن تلك القمه عقدت بعد موجة رفض عربي ودولي لمقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة ، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية داخل السعودية ، وهو ما قوبل باستهجان واسع ، ومنذ 25 يناير الماضي ، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن ، وهو ما رفضته البلدان ، وإنضمت إليهما دول عربية أخرى ، ومنظمات إقليمية ودولية .
كان موقف القاهره رائعا ينطلق من وطنيه حقيقيه ، وكان لثبات القياده المصريه مفعول السحر فى الوحده العربيه ، حيث أيد الجميع رؤية مصر لخطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة ، دون تهجير الفلسطينيين منها ، خشية تصفية القضية الفلسطينية ، خاصة وأن الحرب الإسرائيلية على غزة بين 7 أكتوبر2023 و19 يناير 2025، خلفت إبادة جماعية بغزة ، وأكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء ، وما يزيد على 14 ألف مفقود .
تلك الأجواء تجعلنا كشعوب ننتبه ، وكذلك حكام العرب فى القلب منهم مصر الحبيبه ، لمايكشفه الباحثون من مؤامرات على أمتنا ، شارك فيها للأسف منتمين لهذه الأمه ، خاصة وأنه جاء فوز ترامب برئاسة أمريكا لينبهنا بأهمية الوحده العربيه ، لمواجهة الإجرام الإسرائيلى بغزه والإنتباه لما تعرضت إليه لبنان الجريح ، ومايحاك لسوريا ، لذا جاءت تلك الحمله المسعوره التى تهدف تشويه قادة سوريا الجدد بعد التقارب التى أحدثته مصر معهم .
ستظل إنتفاضة الشعوب منطلقا للإراده الوطنيه للوحده العربيه ، والقضاء على التشرذم العربى البغيض ، والتصرفات السخيفه التي تجلت في مهرجانات العرى ، وستبقى الوحده العربيه أمل وغايه ومبتغى لكل الشعوب ، بل ملاذا ومبتغى ، وسيبقى التمسك بها نهجا لكل الوطنيين ، وستبقى مصر قلب العروبه النابض ، وستبقى بلد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين ، وستبقى قطر تمثل قيمه وقامه ، وستبقى السودان إمتدادا طبيعيا للعراقه المصريه التى جسدت وحدة وادى النيل ، وستظل الجزائر بلد الأحرار ، بلد المليون شهيد جميعهم فى القلب وطنا وأهلا وشعبا ، وسيظل جمال عبدالناصر ملهما للتقارب العربى ، وسنظل نفخر أننا أمه عربيه واحده .
خلاصة القول .. يتعين علينا كعرب أن نستيقظ من غفلتنا وندرك شعوبا وحكام ، وندرك أن الوحده العربيه لامفر منها ولاتنازل عنها ، وأنها الأمل فى ردع المجرمين ، والملاذ لكل المقهورين ، خاصة بعد أن دمرت إسرائل الشجر والحجر وسحقت الإنسان جسدا وكيانا ونفسا ، وإغتالت القاده والمناضلين والزعماء ، وفرضت حمايتها على المخادعين الملاعين الذين باعوا قضايا أمتهم ، ودينهم وخذلوا شعوبهم ، الأمل قائم مابقيت الحياه أن الله تعالى هو الحق المبين ولن يرضى لعباده الظلم ، أو المذله والإستعباد . يبقى التلاحم العربى لدى أمل ومبتغى وغايه كيف ؟ تابعونى .