الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : ياللعار .. غزه تحت القصف عند الفجر ولاعزاء للمجتمع الدولى

عند صلاة فجر أمس غزة رمز العزه كتله من النيران إيذانا بموجة جديدة من الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ، نتج عنها أكثر من 400 شهيد ، و 1000 مصاب غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن ، الذين كانوا في منازلهم وجرى استهدافهم دون سابق إنذار ، ولاعزاء للعرب المساكين ، ولاعزاء لأمه أصبحت غثاء كغثاء السيل ، وحقا ماقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم قال رسول الله ﷺ: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) فقال قائل: ومِن قِلَّة نحن يومئذ؟ قال:(بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن). فقال قائل : وما الوهن؟ قال : (حُب الدنيا وكراهية الموت) .
جاء ترامب ليفرض شريعة الغاب واقعا فى الحياه ، ويعربد فى كل العالم بلا وعى ، تجردا من كل المبادىء التى باتت شعارات ، ودفع الصهاينه لإبادة شعب أعزل تجردا من الإنسانيه فأطلقت إسرائيل المجرم قادتها ، وشعبها العنان لإبادة غزه تحت القصف ، حسبما إفتخر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي المجرم أفيخاي أدرعي ، ولاعزاء لأمريكا التى ترعى الإجرام ، ولاعزاء للمجتمع الدولى الفاقد لقدرته على حماية المدنيين العزل وردع المجرمين ، ووقف عاجزا عن وقف تلك المذبحة ، التي تطال شعباً جرى حصاره ومنعت عنه المساعدات الطبية والإنسانية في حملة غير مسبوقة من التجويع والقتل الممنهج والتطهير العرقي .
العالم كله أدان تلك المجزره وسياسات الاحتلال التصعيدية فى تأكيد أنها ستقود في نهاية المطاف إلى إشعال المنطقة ، والعبث بأمنها واستقرارها ، العالم كله إعتبر أن هذا الانتهاك الصارخ تحدي للجهود الدولية لإحلال السلام بالمنطقة ، كما أنه ينسف الهدنة ويبدد كل تحركات الوساطة الدبلوماسية ، العالم كله أكد أن الأمر يستلزم التحرك السريع والفعال من المجتمع الدولي لوقف التصعيد العسكري والتصدي لجريمة حرب متكاملة الأركان وفتح المعابر لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة ، لكن وماذا بعد الإدانه ، لاشيىء ندركه ونلمس أن يكون له مردود يردع الصهاينه الملاعين .
يتعين أن يكون لأمتنا العربيه موقف واضح وصريح ومحدد المعالم حيال مايحدث من إجرام فى حق شعبنا الفلسطينى ، وبوضوح يتعين أن يعلن ولى عهد السعوديه الأمير محمد بن سلمان تراجعه عما سبق وأن أعلنه عقب تهنئته لترامب بفوزه برئاسة أمريكا بإستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة ، وبكل ثقة أعلن ترامب سأطلب من ولي العهد السعودي إستثمار تريليون دولار ، وأن تعلن كل الدول العربيه وقف اى تعاون مع أمريكا ، ويبدأ الجميع فى بناء كيانات إقتصاديه حقيقيه يعزز وجودها الدولى ، ويجعل منها منطقة واعده يتهافت عليها الأوربيين ، بالمجمل أن يكون كل حاكم عربى مهاتير محمد الذى بنى إقتصادا عالميا بدولته ، ساعتها سنفرض إرادتنا ونحمى شعوبنا ومقدراتنا ، وإلى أن يتم ذلك لابد من وضع تصور يتم بمقتضاه وقف هذا الإجرام الملعون على أهالينا بغزه .
يقينا .. هذا الإعتداء الغاشم يرسخ فى هذا الزمان القهر والإستعباد والعبوديه والمذله ، الأمر الذى إستقر معه اليقين أن القوه هى منطلق الردع وليس الإستجداء ، والنداءات ، والرجاءات ، قولا واحد نحن أمام حقيقه واضحه مؤداها أن الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزه بلغت درجة غير مسبوقة في تاريخ البشرية ، مما يستوجب تحرك المجتمع الدولي تحركا عاجلا وناجزا وسريعا لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني وإنقاذه من المجرمين .