دلال عبد العزيز والروايات.. نعمة عطا المراكيبى فى حديث الصباح والمساء
قدمت الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز عددًا كبيرًا من الأدوار المميزة فى السينما والتليفزيون ومن ذلك دورها المهم فى مسلسل "حديث الصباح والمساء"، حيث قدمت شخصية "نعمة عطا المراكيبى"، المستوحاة من رواية الكاتب العالمى نجيب محفوظ، والتى صاغها فى عمل درامى السيناريست محسن زايد، والذى أنتج فى سنة 2001.
وبالرجوع إلى رواية "حديث الصباح والمساء"، التى صدرت 1987، نقرأ ما قاله "محفوظ" عن شخصية نعمة عطا المراكيبى:
ابنة عطا المراكيبى وسكينة جلعاد المغاورى. ولدت ونشأت ببيت الغورية، وورثت عن أمها عينيها النجلاوين وشعرها الأسود الغزير بالإضافة إلى صحة جيدة لم تحظ بها الأم.
ولما عزم يزيد المصرى على تزويج ابنه عزيز وجد فيه الشروط المزكية، فهى ابنه جاره وصديقه عطا المراكيبى، وهى مصونة وجميلة، وزفت نعمة إلى عزيز متنقلة من دور إلى دور فى نفس البيت بالغورية، وأنجبت لعزيز رشوانة وعمرو وسرور، وتلقت من زواج أبيها بالأرملة الغنية صدمة، ثم تابعت ارتفاع أبيها إلى طبقة جديدة بذهول، وزارت السراى الجديدة بميدان خيرت وسراى العزبة ببنى سويف فانبهرت بما رأت أى انبهار ولم تصدق عينيها.
وتوقعت أن تنهال عليها دفقات من الخير ولكن خاب رجاؤها، وفيما عدا هدايا المناسبات فقد قبض الرجل يده عنها كأنها ليست بكريته، وليست الأخت الكبرى لمحمود وأحمد. وقال لها عزيز:
- إنه شحيح وممن يحبسون النعمة.
ولكنها رغم حنقها دافعت عن أبيها قائلة:
بل يخاف أن تتهمه المرأة بتبديد ثروتها.
ورغم تقواها حلمت بأن تسبق الأرملة باها إلى الآخرة فيرثها وبالتالى ترث هى حظا من الثروة يدعم رشوانة وعمرو وسرور فى حياتهم، ولكن الرجل رحل قبل زوجته بقليل، مخيبا رجاءها بموته كما خيبه بحياته. والحق أن مخالطة خويها – محمود وأحمد –لها ولأولادها وبرهما بهم أنساها أحزانها فبادلتهما حبا بحب حتى آخر عهدها بالحياة.
وامتد بها العمر حتى قرت عينا بأحفادها، ورحلت عنم الدنيا بعد عزيز بعامين.