الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. تفاحة سليمان فى البرلمان
بالتأكيد الجميع يعرف قصة خاتم سليمان وهى أسطورة حسب المعتقدات اليهودية تعنى خاتم النبي سليمان الذى منحه الله سبحانه وتعالى القدرة على قيادة الجن وايضا الحديث مع الطيور والحيوانات.
وتشير الاسطورة الى ان الشيطان نجح فى سرقة هذا الخاتم والذى كان سبب قوة وقدرة النبى سليمان حيث اعتلى الشيطان عرش سليمان وطرده من مملكته وذهب للصيد وفى احدى المرات وجد الخاتم فى بطن سمكه اصطادها وعاد الى مملكته وطرد الشيطان منها وقد استخدمت بعض الامارات العثمانية قديما خاتم سليمان كشعار لها .
ومن اشهر الافلام المصرية التى جسدت هذةالاسطورة هو فيلم خاتم سليمان وهو انتاج عام ١٩٤٧بطولة ذكى رستم ويحيى شاهين وليلى مراد
واذا كان خاتم سليمان اسطورة تتناقلها الأجيال فان تفاحة سليمان لايعرفها غالبية المصريين وهى واقعة برلمانية حكومية حدثت تحت قبة البرلمان المصرى فى دورة ٢٠٠٥وبطلها هو وزير الاسكان السابق محمد ابراهيم سليمان.
وبدأت أحداث الواقعة كما عاصرتها كمحرر برلمانى لجريدة الجمهورية عندما دخل الوزير السابق الى قاعة المجلس والتى يطلق عليها القاعة المقدسة حيث لها قدسية خاصة وممنوع تناول الطعام او المشروبات داخلها الا ان الوزير ابراهيم سليمان خرق كل هذة القواعد ليس عن جهل ولكن عن تعمد واخرج تفاحة من جيبة وقام بالتهامها وهو يجلس فى صفوف الوزراء دون ان يبالى بنظرات الدهشة والغضب من بعض النواب وليس كلهم لان بعض النواب نادى عليه وقالوا له اعزم علينا واللى ياكل لوحده يزور.
وهذة الواقعة الفجة والغريبة تناولتها الصحافة البرلمانية وانتقدت الوزير بشده وللاسف هذا الوزير كان لايهتم بانتقادات الصحافة له لانه كان من الوزراء المدللين سياسيا وبرلمانيا .
وماعرفته بعد ذلك أن الوزير إبراهيم سليمان عندما عاتبه رئيس مجلس الشعب وقتها انه سوف يأكل بطيخة تحت القبه فى المرة القادمة متحديا كل الاعراف ومنتهكا كل التقاليد والاعراف البرلمانية لتصبح واقعة تفاحة سليمان فى البرلمان شاهدة على وزير فى الحكومة دخل قاعة البرلمان بتفاحة ولكنه بعد ذلك خرج من الحكومة وترك منصبه الوزارى ولاحقته أحكام القضاء فى قضايا كسب غير مشروع وربما لسان حاله مازال يقول التفاحة مازالت فى جيبى.
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى نائب رئيس جريدة الجمهورية ومستشار تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية وعميد المحررين البرلمانيين