توفيق الحكيم ويوسف إدريس مع أعضاء فرقة ”البلاك كوتس”
نشر المؤرخ والباحث في التراث المصري، الدكتور حمدي مبروك، صورة تجمع بين الكاتبين الراحلين، الدكتور يوسف إدريس، وتوفيق الحكيم، خلال زيارتهما لحفل أحياه، نجل توفيق الحكيم "إسماعيل"، مع أفراد فرقته "بلاك كوتس".
ويوضح المؤرخ حمدي مبروك: كان توفيق الحكيم قاسيًا على ولده إسماعيل منذ طفولته، مما خلق في ابنه روح التمرد وجعله، مرتبط جدًا بوالدته التي كانت تعوض قسوة الوالد توفيق الحكيم.
وبرر توفيق الحكيم قسوته هذه لاحقا، بأن هو الأخر عانى من قسوة والده في طفولته فقام هو لا إراديًا بتسليم القسوة لابنه ــ إسماعيل ــ كما تسلمها من والده.
وتابع "مبروك": عاش إسماعيل الحكيم حياة بعيدة عن والده واختار مجال يتنافر شكلًا وموضوعًا مع رغبة والده وذوقه وثقافته، فأسس فرقة لموسيقى الجاز سنة 1968 اسمها فرقة "بلاك كوتس"، وكان مهووس بأسلوب الحياة الغربي في حين أن والده كان شرقي حتى النخاع.
ويلفت "مبروك": وربما كان الطريق الذي اختاره إسماعيل كان حيلة دفاعية نفسية لجأ إليها حتي يبتعد عن شبح شخصية والده الأديب الكبير، ورغم استمرار التوتر في العلاقة بين الحكيم وابنه إلا أن روح الأبوة الحقيقية كانت تظهر.
وكان "الحكيم" يحاول أن يقترب من ابنه ويكسر الحاجز بينهما. فكان يحرص على حضور حفلاته، وكان في كثير من الأحيان يصطحب معه أصدقائه من الكتاب والمثقفين، مثل: الأديب الكبير نجيب محفوظ، والفنان التشكيلي صلاح طاهر، والكاتب يوسف إدريس، اللذان يظهران في هذه الصورة.
ويستطرد "مبروك": ولكن من الواضح أنه كان رغم كل محاولاته هذه، لم يكن يظهر لابنه الرضا والتشجيع ولذلك استمرت الفجوة بينهم، والتي اتسعت أكثر بعد وفاة زوجة توفيق الحكيم واصابة ابنه بالإكتئاب حزنًا على والدته مما أدى إلى رحيله وهو شاب في 24 أكتوبر 1978.
واختتم "مبروك": وكان لوفاة زوجة الحكيم وابنه الشاب "إسماعيل"، في وقت متقارب صدمة كبيرة عليه واعترف أكثر من مرة بشعوره بالذنب وبالندم على ما فات. وكان بدأ في كتابة خطابات تشبه الاعتراف يرسلها لزوجة ابنه إسماعيل، يعبر فيها عن ندمه ومشاعره تجاه ابنه الذي كان يتمنى أن يقولها له في حياته، ولكن كانت محبوسة تحت قناع من القسوة.
يظهر في الصورة إسماعيل الحكيم داخل الإطار الدائري، أما الشخص الذي داخل الإطار المستطيل فهو والد الفنان "إدوارد"، وكان من أعضاء فرقة بلاك كوتس، والتي تبدل على عضويتها فنانين مشاهير فيما بعد مثل: عزت أبو عوف وطلعت زين ومجدي الحسيني، والفرقة تفككت برحيل إسماعيل الحكيم.