تعرف على حكاية قصر مصطفي باشا النحاس بجاردن سيتي.. والذي أصبح مقر المجلس الاعلي للشؤون الإسلامية
النحاس باشا تعرض ل ٧ محاولات اغتيال ونجا منها
القصر تعرض لسقوط بعض الرخام من أعمدته فى زلزال 93
عند تقاطع شارعى أحمد باشا والنباتات بجاردن سيتى تجد نفسك أمام قطعة فنية فريدة هى قصر النحاس باشا الذى عاش فيه ما بين عامى (15 إبريل 1879-23 أغسطس 1965)
وشهد سجال سياسى تخللها ثورة 1919 والذى ظل طوال هذه الفترة ما بين وصيفا لبيت الأمة فى حياة الزعيم سعد زغلول إلى منصة وملتقى ثقافى وسياسى للأمة المصرية، ليتحول من أيقونة ثقافية وسياسية إلى أيقونة للفكر الإسلامى بعد تأميمه وتأسيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، على يد الضباط الأحرار ليترأسه محمد توفيق عويضة، ليتحول مؤخرا إلى صالون ثقافى للأوقاف يلتقى به المثقفون مع علماء الدين تحت مسمى مجلس علمى.
الشاهد على تاريخ مصر يقع فى ناصية مواجهة لاستراحة مجلس النواب وقصر فؤاد باشا سراج الدين، وخلف فندق شهير مطل على النيل، وقريبا من سفارتى أمريكا وبريطانيا
يلفت نظر من يمر به لطرازة المعمارى الفريد ما جعل وزارة الأوقاف تخصصه لاستقبال كبار الزوار من المفتين ووزراء الشئون الدينية ومستشارى ومبعوثى الرؤساء للدول العربية والإسلامية، ومبعوثى الدول الأوربية والغربية لاشعارهم بالتقدير وقبول ثقافات متعددة
يعد القصر من الداخل عبارة عن قطعة من الرخام لم يتغير فيه شئ إلا من سقوط بعض قطع الرخام التى تكسو أعمدته فى زلزال عام 1993 تم تركيب بديل لها
كما تجمله رسومات مجسمة أعلى الأبواب لفتيات صغيرات والنجف ذات الإنارة التى تم تركيبها قبل دخول الكهرباء القاهرة، والتى كانت تعمل بنظام مولدات الزيت "البترولية قديما
وتحتفظ الأوقاف بموقد ضخم خارج القصر للإنارة حال انقطاع الكهرباء
،هذا القصر الذى تعرض للاستهداف من قبل معارضى النحاس باشا لتسكن إحدى الشظايا فى مرآة تعلو المدفأة كشرخ صغير، مع إصابة "الباشا" الذى حمله المسعفون وسط الحطام
القصر ذا التاريخ والحاضر سكن به "النحاس باشا" بعد أن استأجره من عائلة يهودية من إقطاعى المملكة المصرية فى العهد الخديوى، لتتسلمه الدولة فى 23 أغسطس 1965 بعد التأميم وتشكيل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ليتولى إدارته أحد الضباط الأحرار وهو محمد توفيق عويضة الذى انضم إلى التنظيم وهو طالب بالكلية الحربية كأحد طالبين شاركو وباركو التنظيم.
والقصر مبنى بنظام الباروك Baroque طراز أوروبى بيتسم بالفخامة فى العمارة والرسم والزخرفة، ظهر فى إيطاليا فى أواخر القرن السادس عشر ووصل لذروته فى أوروبا فى القرن السابع عشر وبقي موجودا لغاية ما ظهر طراز الكلاسيكية الجديدة فى القرن الثامن عشر، ومميزات طراز الباروك بتظهر فى بهو العواميد فى كنيسة القديس بطرس (سانت بيتر) فى روما اللى صممه برنينى فى فرنسا وصل لذروته فى عهد الملك لويس الرابع عشر وفى إسبانيا فى أعمال تشرجيرو.
التاريخى والتراثى شهد سجالات وصولات "الباشا" والتى تشهد على إحد المحاولات الـ7 لاغتيال النحاس باشا، والتى باءت جميعها بالفشل
حصل على هذا القصر بالإيجار ولم يكن ملكا له، على الرغم من أنه تزوج من زينب الوكيل والتى كانت تصغره بسنوات كثيرة وكانت شابة من الأثرياء، حيث كانا يعيشان معا فى هذا القصر إلا أنهما لم يرزقا بأطفال، وشهد القصر انعقاد الهيئة الوفدية اجتماعاتها باستمرار فى إحدى الحجرات بالقصر، حينما كانوا خارج السلطة،و كانوا يقومون فى هذا الإجتماع بتجهيز القرارات المصيرية التى يتم اتخاذها للتصدى للاحتلال الإنجليزى والتخطيط للعلميات الفدائية ضد قوات الاحتلال
إضافة إلى مناقشة المغامرات السياسية مع الملك، وكان من أبرز الحضور فى اجتماعات الهيئة الوفدية من رفقاء الوفد كل من الزعيم مكرم عبيد باشا وفؤاد باشا سراج الدين، شهد هذا القصر خلال اجتماعات الهيئة الوفدية خروج عدد من القوانين التى أقرتها حكومة مصطفى النحاس باشا ومنها قوانين العمال والفلاحين ومجانية التعليم.
وترجع حكاية محاولة اغتيال مصطفي باشا النحاس عبارة عن شاظية طائشة خرقت زجاج المرآة فى غرفة نومه داخل القصر فى محاولة لاغتياله وأخرى شجت مرآة تعلو مدفئة البهو الرئيسى للقصر، حيث كانت هذه المحاولة فى عام 1945 حينما حاول تنظيم الحرس الحديدى التنظيم السرى للملك فاروق اغتيال الزعيم مصطفى النحاس باشا عن طريق سيارة مفخخة، وبالفعل تم نسف سيارة بجوار بيت النحاس فى جاردن سيتى وتطايرت بعض الشظايا لتصيب غرفة نومه دون ان يصاب بأى ضرر.
وجاءت محاولة اغتيال مصطفى النحاس باشا داخل قصره فى جاردن سيتى، حينما كان فى طريقه إلى الخروج من منزله، لكى يفاجىء بإطلاق النار على القصر، وكان معه فى هذا اليوم فؤاد باشا سراج الدين والذى أبعده عن الرصاص، بعد أن طرحه على الأرض لكى ينجو من محاولة الاغتيال، والتى تعتبر أحد المحاولات السبعة التى تعرض لها إلا أنه نجا منهم جميعا.
لعب النحاس باشا دورا هاما خلال ثورة 1919، فكان حينها يعمل قاضيًا بمحكمة طنطا ووكيلا لنادى المدارس العليا، ونظم مع عبد العزيز فهمي إضراب المحامين، وكذلك كان الوسيط بين لجنة الموظفين بالقاهرة واللجنة بطنطا، فكان يحمل المنشورات داخل ملابسه ويقوم بتوزيعها هو ومجموعته على أفراد الشعب
ثم فصل النحاس من منصبه كقاضٍ نتيجة لنشاطه السياسي، وأصبح سكرتيرا عاما للوفد في القاهرة حتى عاد من باريس حيث افتتح مكتبا للمحاماة.
وعندما عرض سعد باشا زغلول فكرة تأليف الوفد لعرض قضية مصر لدى عصبة الأمم انضم «النحاس» له وسافر معه الى باريس وقبض عليه معه، ونفيا معا الى مالطا وفصل «النحاس» من القضاء ثم نفى مرة أخرى إلى سيشل.
في 5 فبراير عام 1942 أرسل الزعيم مصطفى النحاس احتجاجا إلى السفير البريطاني في خطابه المشهور، استنكر فيه تدخل الإنجليز في شؤون مصر، جاء فيه: "لقد كلفت بمهمة تأليف الوزارة وقبلت هذا التكليف الذي صدر من جلالة الملك، بما له من الحقوق الدستورية وليكن مفهوما أن الأساس الذي قبلت عليه هذه المهمة هو أنه لا المعاهدة البريطانية المصرية ولا مركز مصر كدولة مستقلة ذات سيادة يسمحان للحليفة بالتدخل في شؤون مصر الداخلية وبخاصة في تأليف الوزارات أو تغييرها".
وتعرض النحاس لـ7 محاولات اغتيال، إحداهن عام 1945 حيث حاول تنظيم الحرس الحديدى، التنظيم السرى للملك فاروق، اغتيال الزعيم عن طريق سيارة مفخخة، وبالفعل تم نسف سيارة بجوار بيت النحاس فى جاردن سيتى وتطايرت بعض الشظايا لتصيب غرفة نومه دون أن يصاب بأى ضرر، خلال نومه بالقصر،
وقيل إن أنور السادات شارك بنفسه فى هذه المحاولة ومعه الضابط الشيوعى مصطفى كمال، حيث كان الملك فاروق يطلب رأس مصطفى النحاس وأمين عثمان بأي ثمن، وقد شارك السادات بالفعل في محاولات عديدة دبرها مع أفراد من الحرس الحديدي لاغتيال النحاس باشا، لكن إرادة الله شاءت ألا يصاب بسوء ولم يبق أمام السادات إلا رأس أمين عثمان محاولا تقديمها إلى الملك.
هذة حكاية قصر مصطفي باشا النحاس بجاردن سيتي ؟؟