أطعمـة السعـــادة.. تناولها قبل أن يهاجمك الشتاء بتقلبات المزاج والاكتئاب

كلما سكن الإنسان بعيدا عن خط الاستواء زادت احتمالية إصابته بهذا النوع من الاكتئاب الموسمي....... الاكتئاب الموسمى أو الاضطراب العاطفى الموسمى، هو ذاك الاكتئاب المرتبط بنقص الضوء الطبيعى. ويحدث مع تغيير الفصول، فى الخريف أو الشتاء، ويستمر حتى الربيع التالى. وفى هذا الوقت وبما أننا نعيش بدايات فصل الشتاء، يهاجم هذا النوع من الاكتئاب الكثير من الناس، وإذا كنت واحدا من هؤلاء الذين يشعرون باكتئاب من دخول فصول الشتاء، وقبل أن تتوجه إلى الطبيب وتدخل فى دوامة تناول الأدوية والعقاقير الطبية، فقط عليك الإكثار من تناول هذه الأطعمة والفواكه، التى ستضفى عليك حالة من البهجة والسرور، تجعلك تنسى مقدمات الفصول وتصل لنهاياتها بكل سعادة.

فى منطقتنا العربية تقل نسبة انتشار الإصابة بالاكتئاب الموسمى المرتبط بنقص الضوء الطبيعى، مقارنة بالدول الأخرى الأكثر برودة والتى يغيب فيها ضوء الشمس لأيام. ورغم ذلك يظل البعض ممن لديهم استعداد للإصابة معرضون لهذه الحالة ويجدون صعوبة فى القيام بأنشطتهم المعتادة.

بينما فى الدول ذات الأجواء الباردة، مثلما فى كندا، نجد نحو 18 % من السكان يعانون من حالة “كآبة الشتاء”، وتنخفض لديهم مستويات الطاقة ومعها الحالة النفسية. وهذا هو الحال بالنسبة لنحو 0. 7 إلى 9. 7% من السكان البالغين فى أمريكا الشمالية. بينما فى أوروبا، تتحدث الدراسات إصابة ما بين 1. 3 % إلى 6.4 % من السكان، بمرض الاكتئاب الموسمى، وغالبية المصابين - نحو 80 % - من النساء، ونادرا ما يتأثر الأطفال والمراهقون بمثل هذه التغييرات المناخية.

وكلما تحرك الإنسان بعيدا عن خط الاستواء، بحسب عدد ساعات سطوع الشمس، زاد عدد الأشخاص المتأثرين بهذا الاكتئاب الموسمى. على سبيل المثال، فى آلاسكا، حيث لا تشرق الشمس على الإطلاق لأكثر من شهر واحد خلال فصل الشتاء تعانى نسبة 9 % من السكان من الاكتئاب الموسمى. وبالنسبة للأشخاص المصابين بالاكتئاب الكلاسيكى أو مرض ثنائى القطب مع نوبات اكتئابية، وهو مرض عقلى يتسبب فى تقلبات مزاجية مفرطة، يتفاقم الاكتئاب موسميا بنسبة من 10 إلى 15 % من المصابين. ويمكن أن تزداد أعراض الاكتئاب الموسمى سوء لدرجة تؤدى إلى أفكار انتحارية. وعلى العكس يصاب بعض الناس بالاكتئاب الموسمى فى منتصف الصيف، وربما يكون بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فأحيانا يصعب تحملها أو تحمل الضوء القوى!

وإذا كان البعض مازال ينظر إلى الطعام على أنه احتياج أو لذة، فهو أيضا علاج قوى وفعال فى بعض الأوقات، حيث نشرت مجلة “توب سانتيه” الفرنسية على موقعها الإلكترونى نصائح ذهبية قدمها خبراء التغذية، ينصحون بالإكثار من تناول 9 أنواع محددة من الأطعمة، بعد أثبتت الدراسات والأبحاث أنها تساعد على رفع الروح المعنوية وتجلب السعادة وتقى من الإصابة بالاكتئاب الموسمى خلال الفترة الشتوية، والأهم أنها جميعها أطعمة وفاكهة متوفرة وسهل الحصول عليها واقتصادية فى أسعارها وهذه الأطعمة هى:

الموز

فاكهة غنية بالماغنسيوم والتريبتوفان وهو حمض أمينى ضرورى أى لا يمكن تخليقه فى الجسم، بل يجب الحصول عليه من مصدر خارجى مثل الغذاء، وهو من مكونات الناقل العصبى السيروتونين التى تعمل على تحسين الحالة المزاجية ويسمى هرمون السعادة، ونتيجة لذلك غالبا تعتبر هذه الثمرة من مضادات الاكتئاب الطبيعية.

الجوز البرازيلى

نوع من المكسرات الموجودة فى البرازيل ويتم تصديرها لبلادنا، وهى على القمة بلا منازع لاحتوائها على عنصر السيلينيوم والجرعة اليومية الموصى بها من 55 ميكروجراما وهى وحدة ضيئلة تساوى واحدا على ألف جرام، وهى كافية لتكون فى مزاج جيد.

الفطر

النبات الوحيد الغنى بفيتامين «د»، هذا الفيتامين الذى يحتاجه الحُصين، وهى منطقة صغيرة من الدماغ مسئولة عن تنظيم الحالة المزاجية، ليساعده على العمل بشكل صحى. وهو لم يكن موجودا فى ثقافتنا الغذائية، لكنه بات من الأطعمة المحببة التى تضاف إلى السلطات والبيتزا والشوربة واللحوم مع الصوص الأبيض.

السبانخ

من الخضراوات الورقية المهمة، التى تسهم فى تحسين الحالة المزاجية بفضل غناها بحمض الفوليك “فيتامين ب 9”، الذى يلعب دورا أساسيا فى إفراز السيروتونين، ونعرفها مطبوخة بالحمص، لكنها تدخل فى بعض الأكلات الأخرى أيضا.

الأفوكادو

ثمرة مكسيكية آخذة فى الانتشار حول العالم، غنية بـ”التيروزين”، وهو حمض أمينى يقوم بإفراز الدوبامين والنورادريلين، وهى من الهرمونات المنظمة للمزاج. وله مذاق محايد يجعله ينضم لمكونات كوكتيلات العصائر وكذلك السلطات.

الدجاج

يوفر الدجاج مادة التربتوفان التى يتم تحويلها إلى السيروتونين والأحماض الأمينية ذات الخصائص المقوية. ويمكننا أن نسرد مئات الطرق لطهى الدجاح المشوى والمقلى والمطبوخ والشوربات والسلطات.

السردين

من بين الأسماك الدهنية، الأغنى بـ”أوميجا 3” وهو حمض دهنى يؤثر على حالتنا العاطفية ويعمل على تحسين الحالة المزاجية، واعتدنا عليه معلبا أو مملحا أو مشويا.

الزبادى

يمد الجسم بالبروبيوتيك الذى يفرز السيروتونين فى الأمعاء، ويساعد فى تنظيف الأمعاء وتحسين مستويات البكتيريا النافعة. فكما نعلم أن الفلورا المعوية المتوازنة هى بكتيريا مفيدة للهضم ومضادة للالتهابات.

البقوليات

توفر البقوليات معظم فيتامينات المجموعة “ب” الضرورية لعمل الجهاز العصبى بشكل سليم، الأحماض الأمينية الأساسية. ومن البقوليات الأساسية فى ثقافتنا الغذائية هى الفول والعدس والفاصوليا واللوبياء.

إنجازات الشوكولاتة الداكن

تحتل الشوكولاتة ذات المذاق السحرى مكانة مميزة فى هذه القائمة إن لم تكن على قمتها، فهى من ألذ الحلوى التى تشتهر بتحسين الحالة المزاجية، على أن تكون من نوعية الشوكولاتة الداكنة التى تحتوى على نسبة 70 % من الكاكاو الخام، وهى غنية بالعناصر الغذائية المهمة.

تحتوى الشوكولاتة الداكنة على نسبة منخفضة من الكوليسترول وأقل فى نسبة السكر، مما يجعلها غذاء ملائما لمرضى السكرى. كما توفر طاقة مثل أنواع الشوكولاتة الأخرى، لكن أقل فى السكريات والعناصر الغذائية الأخرى، وهى غنية بالماغنيسيوم بشكل خاص ولذلك يوصى بتناولها لمحاربة الاكتئاب الموسمى، كما تحتوى على ألياف تحفز عملية الهضم وكذلك مضادات الأكسدة بعض الأحماض الأمينية الموجودة فى الكاكاو هى ناقلات للسيروتونين، مما يمنح الشوكولاتة لقب الغذاء “المضاد للاكتئاب”. وأخيرا، تحتوى على الأملاح المعدنية والعناصر المعدنية الأساسية لجسمنا مثل: الزنك والنحاس والحديد والمنجنيز والبوتاسيوم.