المستشار أسامة الصعيدي يكتب.. بعد الإطلاع.. الحروب الحديثة والهوية الوطنية
دعونا نعيش فى دهاليز موضوع هذا المقال لأهميته فى ظل الظروف الحياتية التي يعيشها العالم الآن، نظراً لأن عالم اليوم لم يعد هو عالم الأمس، بعد أن تغييرت الأوضاع العالمية، وظهرت آليات جديدة للهيمنة والتربع على القمة العالمية ومنها حروب الجيل الرابع والخامس والذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي والقوى الناعمة المدعمة والمدفوعة من القوى الخشنة، وكان نتاج ذلك توجيه الحرب إلى الهوية الوطنية من أجل تغيير العقول من خلال استخدام التطور العلمي والتكنولوجي القادر على الهيمنة على الفكر والسيطرة على العقل وخلق عالم افتراضي موجه نحو ثقافة موحدة تلغي الخصوصيات وتسعى إلى طمس الهوية الوطنية.
وفى ذات السياق بات الإعلام الرقمي يلعب دوراً هاماً ومحورياً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، فأصبح الإعلام هو أداة التعبير عن الأفكار والاتجاهات والميول وأصبح السلاح الرئيسي فى هذا الجيل الجديد هو القدرات العقلية والقدرات الذكية كبديل عن الحروب التقليدية المعتمدة على قوة النيران.
كما نود الإشارة إلى الجهود التي تبذلها القيادة السياسية لمحاربة ومجابهة حروب الجيل الرابع والخامس على الأصعدة كافة، وتضمنت الاستراتيجية المصرية عدداً من المحاور الرئيسية فى هذا الصدد منها الاستثمار فى العنصر البشري فى مجالات تطوير البرمجيات وحماية البنية المعلوماتية التحتية من الاختراق، وتفعيل استراتيجية الأمن السيبراني لمواجهة خطر الحرب السيبرانية، فهذه الحرب الذكية هي أقوى من أي هجوم بري أو جوي وأكثر ذكاء وأقل تكلفة، فهي لا تحتاج إلى معدات حربية ولا جنود لكنها تحتاج إلى قدرات علمية عالية، فهذه الحرب الإلكترونية هي تطور طبيعي فى مفهوم الحروب تعتمد على التحكم والسيطرة عن بُعد، وبعيداً عن الدلوف فى دهاليز الحرب السيبرانية فهي ليست موضوع مقالنا وقد تكون موضوعاً لمقال آخر فى حينه.
وفى النهاية » يبقي الوعي هو حائط الصد الأول ضد سموم السوشيال ميديا وحروب الجيل الرابع والخامس للحفاظ على الهوية الوطنية.
كاتب المقال المستشار أسامة الصعيدي