تروج له بعض الجهات بأنه أقل ضررًا.. التدخين الإلكتروني «موضة» أكثر خطورة
تشهد وسائل التدخين الإلكترونى حالة من الانتشار بين المدخنين الذين يودون الإقلاع عن التدخين، وبين العديد من الشباب، على اعتبار أنها أقل ضررا من التدخين التقليدى حسبما تروج العديد من الجهات العاملة فى هذا المجال.
لكن الحقيقة المؤكدة علميًا، أن التأثيرات التى تتركها وسائل التدخين الإلكترونى أكثر خطورة من التقليدية. ويساهم فى انتشار هذا النوع من التدخين كونه أصبح أشبه بـ «موضة شبابية» وسماح بعض المراكز التجارية باستخدامه وبيعه.
السيجارة الإلكترونية، هى جهاز محمول يشبه السيجارة التقليدية مصنوعة من المعدن، وتعمل ببطارية وتحاكى عملية تدخين التبغ عن طريق توفير بعض الجوانب السلوكية للتدخين، وتحتوى على عنصر تسخين يعمل على ضخ محلول سائل يسمى السائل الإلكترونى، ويستنشق المستخدم ما يخرج منها، المعروف باسم البخار.
والمخاطر الصحية للسجائر الإلكترونية كبيرة مماثلة لمخاطر تدخين التبغ، وإن كانت هناك حالات استطاعت الإقلاع عن التدخين بالسجائر الإلكترونية، فهناك حالات أكثر دخلت عالم التدخين الحقيقى بسببها، كما أن المخاطر التى يتعرض لها المستخدمون طويلة الأجل.
يروج أصحاب المحلات التجارية لهذا النوع من السجائر على أنها لا يوجد بها نيكوتين، وبالتالى هى آمنة وأنها محطة مهمة فى حياة كل مدخن يريد الإقلاع عن التدخين، بالإضافة لقلة ثمنها وتتميز بكونها لا تسبب أضرارا خطيرة، سواء فى التدخين الإيجابى أم السلبى، وهى ظاهرة سواء فى مصر أم فى الدول العربية الأخرى وتتناولها السيدات أيضًا.
ويقول أحد مراكز بيع السجائر الإلكترونية: هناك إقبال كبير على السجائر الإلكترونية، خصوصًا فى السنوات الأخيرة التى ظهرت فى أشكال وألوان وأنواع منها، وأغلب المترددين على شرائها شباب فى سن المراهقة.
ناقشنا أضرار التدخين الإلكترونى والنشوق مع الأطباء الذين أجمعوا على كون هذا التدخين لا يعتبر أقل خطورة على الصحة، مثله مثل سائر أنواع التدخين الأخرى.
كانت البداية مع الدكتور طه عبد الحميد أستاذ أمراض الباطنة والصدر والحساسية بكليات طب الأزهر الذى قالب: إن التدخين بكل أنواعه خطر جدا على صحة الإنسان، ولا نفرق فى ذلك بين تدخين إلكترونى وغير إلكترونى، وفى رأيى الشخصى أن المدخنين هم أشخاص غير أمناء على صحتهم أو مجتمعهم، وربنا سيحاسب الإنسان على الصحة، أن ما يقوم به من تدخين هو تبذير للصحة التى أنعم الله بها عليه، هذا من الناحية الدينية والمجتمعية.
أما من الناحية الصحية، فالتدخين الإلكترونى يعتمد فى الأساس على السخونة التى تلسع وتضر اللسان من خلال أنها تصدر هواء ساخنا يدخل فم المدخن، وهذا الهواء الساخن مسرطن، كما أنه يضاف إليه عدد من الأبخرة الضارة على الرئتين والمسرطنة أيضا، لها لأن هذا التدخين به نيكوتين بدون قطران، والمعروف أن النيكوتين يحرق ويتحول لسرطان يحرق بالهواء الساخن، ويؤذى الشعب الهوائية، لذلك سرطان اللسان والحنجرة مشهور جدا بين المدخنين والسبب الأساسى به هى السجائر، وقد يرى البعض أن التدخين الإلكترونى للتغلب على آثار الابتعاد عن أنواع التدخين الأخرى، وهذا فكر خاطئ، لأن التعود على التدخين ليس إدمانا، والمريض الذى اعتاد التدخين من الممكن أن يقلع عنه بالعزيمة وبدون تدريج لأنه أشبه بالمريض.
ويضيف الدكتور عبد الحميد قائلا: الأضرار واحدة سواء للتدخين الإلكترونى أم غير الإلكترونى.. كلها خطورة واحدة تتأثر بالهواء الساخن، وتؤدى إلى نزلات شعبية مزمنة وربو شعبى على المدى البعيد والإصابة بالسرطان. وبالنسبة لهؤلاء المدخنين نجد أنهم معرضون للسرطان فى خلال عشرة إلى خمسة عشر عاما من التعود على التدخين، ومريض سرطان الرئة أو اللسان يموت فى خلال ستة أشهر من الإصابة، أما الآخرون المصابون بتضخم عضلة القلب والربو والأزمات الربوية والنزلات الشعبية المزمنة فهم يعيشون حالة صعبة جدا مع الإصابة.
ويستكمل الحديث الدكتور شريف رفعت رئيس قسم الأمراض الصدرية بجامعة الفيوم قائلا: التدخين الإلكترونى ضار جدا بالصحة، وهنا نقصد بالتدخين أى منتج يخرج منه دخان، لأن هذا الدخان يصدر نتيجة حرق مادة واستنشاقها مدمر، ومن المفترض أن يبحث الشخص عن عدم الضرر وليس الأقل ضررا، كما يشاع عن التدخين الإلكترونى. وأرى أن الشخص الذى يريد الإقلاع عن التدخين لابد أن يقطع هذه العادة والنيكوتين الطبيعى الذى يفرزه الجسم سيعود لطبيعته مرة أخرى فور إقلاعه.