”ذا ديبلومات”: صناعة الأسلحة الأمريكية تواجه أزمة مُعقدة مع تنامي اعتمادها على الواردات الصينية
سلطت مجلة "ذا ديبلومات" الأمريكية المتخصصة في الشئون الآسيوية الضوء على أزمة تواجهها وزارة الدفاع الأمريكية في صناعة الأسلحة والطائرات الحربية بسبب بعض القطع والأجزاء التي يتم تصنيعها في الصين، ما يعكس جزء من صعوبات متنامية في سلاسل التوريد الصناعية للجيش الأمريكي.
وأشارت المجلة في تقرير لها إلى أنه في يوم 7 سبتمبر الجاري تم التأكيد على تعليق تسليم المقاتلات من طراز F-35 من قبل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بعد اكتشاف أن المغناطيسات المستخدمة في المضخات التوربينية، التي توفرها شركة "هانيويل"، تم الحصول عليها من مصادر صينية، وهو ما دفع هيئة الإنتاج المشتركة لمقاتلات F-35 إلى السعي للحصول على سماح لاستخدام تلك المغناطيسات، والتي بدونها قد يتعرض إنتاج أكثر من 140 هيكلا سنويا لهذه المقاتلات للخطر.
وأوضحت المجلة أن هذه الواقعة عكست جزءًا من صعوبات متنامية أوسع نطاقًا يواجهها الجيش الأمريكي مع سلاسل التوريد الصناعية نتيجة لتقلص الصناعات الدفاعية والمدنية الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة، وهو ما أدى بدوره إلى جعل الواردات الأجنبية، لا سيما من شرق آسيا، لا غنى عنها لبرامج الأسلحة الأمريكية الرئيسية.
ولفتت المجلة إلى أن إنتاج مقاتلات F-35 يعتبر أكبر برنامج أسلحة في العالم والعمود الفقري المستقبلي لحلف شمال الأطلسي وحلفائه، ولذلك فإن اعتماد إنتاجها على مكونات خارجية من الصين يعد بمثابة مثالا صارخا لتوجهات أوسع تؤثر على القطاع الدفاعي في الولايات المتحدة وبرامج صناعة الأسلحة الأمريكية في فترة ما بعد الحرب الباردة.
وذكرت المجلة أنه إلى جانب الصين تحصل الولايات المتحدة على المزيد من الواردات المهمة للغاية للمقاتلة F-35 من تايوان منذ فترة طويلة، والتي تم السماح لها بالبقاء كمورد رئيسي بسبب ريادتها العالمية في صناعات الإلكترونيات وأشباه الموصلات.
ونبهت "ذا ديبلومات" إلى أن هذه الواقعة لا تشمل الاعتماد على الواردات القادمة من الشركات المملوكة للصين وتقع في بلدان صديقة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك لوحات الدوائر الأساسية البريطانية، التي نفت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لصناعة الأسلحة في البداية أنه يتم توريدها من شركة مملوكة للصين قبل تأكيد ذلك في عام 2019.
ورأت المجلة أن فرصة اكتشاف المزيد من الأجزاء الصينية في المقاتلة F-35 في المستقبل ضئيلة، لا سيما وأن الشركات الأمريكية سعت في الماضي إلى إخفاء الأصول الصينية لمنتجاتها لتزويد الجيش الأمريكي باحتياجاته.