الكاتب الصحفي عبد الناصر محمد يكتب: تخاريف صيام ( ٦ ) النشيد الوطنى لشهر رمضان !!
فى عام ١٩٤٣ خرجت إلى النور واحدة من أجمل الأغانى الرمضانية بل يعتبرها الكثيرون أجمل أغنية رمضانية على الإطلاق وهى أغنية " رمضان جانا " من كلمات الشاعر الغنائى حسين طنطاوى وألحان الموسيقار محمود الشريف وغناء المطرب الشعبى الكبير محمد عبدالمطلب أو " أبو نور " كما كان يحب أن ينادوه نظراً لإبنه نور.
وبعد أن ذاع صيت تلك الأغنية الخالدة أصبح الجميع يستمتع بقدوم شهر رمضان المعظم على أنغام وكلمات تلك الأغنية وأصبح صوت المطرب الكبير محمد عبدالمطلب فى تلك الأغنية مقترناً بالشهر الكريم.
كما ارتبط الأهالى إرتباطا وثيقا بهذه الأغنية التى تنشرح لها القلوب وتبُثُ روحانيات غريبة فى الوجدان وتبعث على الفرحة والبهجة والنشوة بقدوم أعظم الأيام على الإطلاق ألا وهى أيام شهر رمضان المبارك.
هذا الإرتباط الشديد جعل الكثيرون يطلقون على أغنية " رمضان جانا " خاصة خلال العقود الأولى من صدورها بأنها " النشيد الوطنى لشهر رمضان ".
أغنية رمضان جانا تم تصويرها تليفزيونيا عام ١٩٦٥ وتعد هى الأكثر شهرة بين ألبوم الأغنيات الرمضانية كما أنها الأكثر ترديدا بين الجميع خاصة وأن كلماتها بسيطة وسهلة وقابلة للحفظ السريع بكل يسر فهى تقول " رمضان جانا وفرحنابُه وبقاله زمان .. غنوا وقولوا شهر بطوله أهلا رمضان ".
والغريب أن الموسيقار محمود الشريف عرض على المطرب والملحن أحمد عبدالقادر الذى غنى أغنية " وحوى يا وحوى " غناء أغنية " رمضان جانا " قبل أن يعرضها على عبد المطلب وذلك حين قدم من محافظة الشرقية للالتحاق بالإذاعة المصرية في الثلاثينيات .. غير أن عبدالقادر رفض أن يغني «رمضان جانا»، و فضل عليها «وحوي يا وحوي»، فاضطر الشريف لعرضها على عبدالمطلب، الذي تردد في قبولها أول الأمر، لكنه وافق لاحقاً بسبب حاجته للمال بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية التي كسدت فيها الأعمال الفنية وأغلقت خلالها المسارح. وهكذا غنى عبدالمطلب «رمضان جانا» التي تكلف إنتاجها عشرين جنيهاً، حصل عبدالمطلب على ستة جنيهات كاملة أجراً له على هذه الأغنية التى ستظل باقية فى الوقت الذى تختفى فيه مئات الآلاف من الأغانى التى حصل مطربيها على ملايين الجنيهات ، بينما غنى عبدالقادر «وحوي يا حوي» التي اشتهر بسببها دون أغانيه الكثيرة الأخرى.