عبدالرحمن سمير يكتب... السابع من أكتوبر بين اللوم والاشادة !
بعد النجاح الكبير الذى حققته المقاومة الفلسطينية فى يوم السابع من أكتوبر وتحطيم نظرية القوة الإسرائيلية واختراق منظومة الأمن والدفاع فى اسرائيل.كانت فرحة الملايين من الشعوب العربية والإسلامية لا توصف برؤية المقاومين الفلسطينين وهم يقتحمون مدن ومستوطنات غلاف غزة وأسر العشرات من جنود الإحتلال الإسرائيلي وقتل الكثير منهم .فرحة عارمة اجتاحت كل المدن العربية بكسر القوة المتغطرسة للعدو الإسرائيلي.هذه السعادة ليست معناها اننا شعوب متعطشة لرؤية الدماء والقتلى من العدو الإسرائيلي ولكن هذه الفرحة لها ما يبررها نتيجة سنوات الظلم والعدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس وتدنيس المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين وقتل وتشريد وسجن الفلسطينيين طوال تلك السنين على يد المحتل الغاصب لذلك كانت هى سعادة منطقية لها ما يبررها .لكن مع مرور الوقت وبعد قيام اسرائيل بالرد على هذا الهجوم المباغت للمقاومة الفلسطينية ردا فاق كل التوقعات .أكثر من خمسة أشهر على بدء تلك الحرب وما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية في فلسطين وتدمير كامل لقطاع غزة ارتفعت الأصوات تلوم المقاومة الفلسطينية وأنها جنت على نفسها وعلى الشعب الفلسطيني في غزة بهذا الدمار الهائل وأنها السبب فى مقتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني. وهو رأى له وجاهته ولا يمكن أن نعتبر قائله خائن للقضية الفلسطينية أو متماشيا مع مقولات العدو الإسرائيلي فحجم الدمار الهائل الذى تقوم به إسرائيل والتدمير الكامل لقطاع غزة الذى يحتاج سنوات وسنوات ليرجع كما كمان .تجعل لهذا الرأي وجاهته ومنطقيته .ولكن هناك أيضا الراى المعاكس له والمؤيد للمقاومة الفلسطينية فى هجومها .ويقول أصحاب هذا الرأى أنه قبل السابع من أكتوبر كانت القضية الفلسطينية منتهية اكلينيكا فى غرفة الانعاش تنتظر ان يُرفع عنها اجهزة التنفس الصناعي ولم يكن لها وجود يُذكر فى أى مكان فى العالم . بالاضافة إلى قيام العديد من الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل سواء كان فى العلن أو فى السر . كما أن إسرائيل كانت تقوم بالعدوان الممنهج على الأقصى المبارك خاصة فى شهر رمضان لتعكر على المقدسيين صفو العبادة وتدنسه يوميا بجنودها وتقوم باعتداءت شبه يومية على مناطق في الضفة الغربية خاصة جنين و طولكرم وغيرها من مدن ومخيمات الضفة .اذن إسرائيل وهى دولة إحتلال تستفز الفلسطينيين وتقوم بالاعتداء على كل مناطق فلسطين المحتلة. كما أنها تقوم بمصادرة الأراضي واقامة المستوطنات عليها . كل تلك الأسباب كانت تبرر القيام بالسابع من أكتوبر وتحطيم المخطط الإسرائيلي الساعى الى إنهاء القضية الفلسطينية وتحويل الشعب الفلسطيني إلى مجموعة من اللاجئين فى بلدهم . ويعزز اصحاب هذا الرأى ان إسرائيل كشفت عن وجهها القبيح امام العالم اجمع هذا الوجه الذى ظلت تخفيه طوال تلك السنوات تحت دعوى أنها دولة ديمقراطية فيها تداول السلطة وانها تحترم القوانين الدولية والمواثيق والأعراف وانها مضطهدة من الدول العربية ومحاطة باعدائها الذين يريدون القاءها فى البحر وتدميرها . كل تلك الدعاوى الكاذبة والزيف والافتراءات كُشفت للعالم اجمع وخرجت المظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني وتراجعت الدول المؤيدة لها. ولم يبق لها سوى أمريكا فاصبحت إسرائيل دولة منبوذة ومخالفة للقوانين الدولية والمواثيق والأعراف.ويكمل أصحاب هذا الرأى كلامهم عن القتلى والجرحى والتدمير الذى تم فى غزة ومايزال يتم فكل الشعوب التى ارادت التحرر تعرضت لهذا الوضع المؤلم وكلنا نتذكر الجزائر بلد المليون شهيد التى قدمتهم فداء للوطن وتحررا من المحتل الفرنسى. كل شعوب العالم التى أرادت التحرر دفعت ضريبة غالية من الأرواح والدماء الزكية الطاهرة لكى تتحرر والشعب الفلسطيني ليس اقل منهم بل هو الأعظم تضحية وفداء ومقاومة وصبرا وسينتصر فى نهاية الأمر
بقلم :عبدالرحمن سميرابو إسماعيل