المستشار عمرو محمد احمد يكتب: إرتفاع الأسعار والدروس المستفادة .. من يحصد غنائم الازمة ومن يدفع الثمن
أن الامور اصبحت أكثر تعقيدًا فى عالم المصالح وعلينا ان نفكر بعمق وبدقة شديدة فى ازمة الركود التضخمي "أرتفاع الاسعار" التى أجتاحت ألعالم و ماهى الأسباب الحقيقية ومدى تأثيرها ومتى تنتهي ومن الفاعل وماهى الدروس المستفادة من الازمة.
أن التطور الهائل فى ظل استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقواعد البيانات تجنب متخز القرار الكثير من المخاطر و الوقت و الجهد فى التنفيذ و الوصول الى الهدف بدقة بالغة هو الآمر الذي يستوقفني كثيرا بإن لم تعد القوة العسكرية وحدها هى الحاسمة لشكل النظام العالمى الجديد فقد دخلت المتعيرات الاقتصادية و التكنولوجية فيها .
أن قاعدة بيانات الشركات متعددة الجنسيات في مؤسسة جلوبال ( Global Data )
ان الشركات متعددة الجنسيات في أوكرانيا، (27 بالمئة) مقرها الرئيسي الولايات المتحدة الامريكية . كما يوجد أكثر من النصف (57 بالمئة) في أوروبا الغربية.
منتجات زراعية بأسعار متميزة
لقد كانت أوكرانيا مطمعا للغرب بثرواتها أكثر مما كانت مطمعا لروسيا حيث يرى الغرب في أوكرانيا الأراضي الخصبة ومصادر المياه العذبة والأيادي العاملة غير المكلفة وبالتالي الحصول على منتجات زراعية بأسعار متميزة جدا.
كما يمكن استخدام وفرة الغذاء والمحاصيل الزراعية كأداة من أدوات إخضاع الدول الأخرى
حيث يتمركز القرار في يد الشركات الاستثمارية العالمية وليس في يد الحكومة الأوكرانية في معظم الأحوال لأن القانون الأوكراني يمنح عقود إيجار للشركات الاستثمارية لمدد تتجاوز النصف قرن، وهناك شركات أمريكية وأوروبية وعربية تنشط في مجال الاستثمار الزراعي. ويعتبر كلا البلدين أوكرانيا وروسيا مصدرين رئيسيين للمنتجات الزراعية ، وكلاهما يلعب دورا رائدا في إمداد الأسواق العالمية بالمواد الغذائية، التي من أجلها غالبا ما تتركز الإمدادات القابلة للتصدير في مجموعة من الدول ، مما يعرض هذه الأسواق لزيادة التعرض للصدمات والتقلبات.
سوق الصادرات العالمية
وعلى سبيل المثال، في قطاع القمح ، من بين أكبر سبعة مصدرين، شكلت روسيا مجتمعة 79 بالمئة من التجارة الدولية في 2021 ، وهي تحتل المرتبة الأولى كمصدّر عالمي للقمح وتشحن ما يقرب مجموعه 32.9 مليون طن من القمح ، أوما يعادل 18 بالمئة من حصة الشحنات العالمية.
وفي المقابل ، صنّفت أوكرانيا كسادس أكبر مصدر للقمح في 2021، حيث بلغت صادراتها 20 مليون طن من القمح فقد بلغت حصتها من السوق العالمي نسبة 10 بالمئة .
كما برز البلدان في ساحة التجارة العالمية للذرة والشعير وبذور اللفت، وأكثر من ذلك في قطاع زيت عباد الشمس ، حيث بلغت قواعد إنتاجهما الكبيرة من سوق الصادرات العالمية ما يقرب 63 بالمئة.
ان الولايات المتحدة الامريكية اطبقت على العالم لعبورها من بوابة الاقتصاد والتكنولوجيا الفائقه وفى حقيقة الامر هى اكبر دولة جاذبة للاستثمار على كافة المستويات لما تتمتع به من استقرار بمفهومه الشامل ولديها جميع الموارد الطبيعية وتملك مخزون من الطاقة يكفيها لمدة (250 عام ) مائتان وخمسون عام قادمة هى عائمة على بحر من البترول والغاز الطبيعى بالاضافة الى مصادر الطاقه الاخرى.
أن الولايات المتحدة الامريكية ، التي تعتبر أكبر مصدّر للمواد الغذائية والزراعية في العالم فهى تملك كل شئ نتيجة الازمة لا تستعجب فهذا هو الواقع.
الصين والمكسيك وكندا
فقد إرتفعت الصادرات الزراعية الأمريكية بنسبة 18% في العام الماضي إلى مستوى قياسي 177 مليار دولار بدعم من ارتفاع الطلب من الصين والمكسيك .
وظلت الصين وجهة الصادرات الأولى إذ استوردت منتجات زراعية أمريكية بقيمة قياسية 33 مليار دولار العام الماضي، وتفوقت المكسيك على كندا كثاني أكبر وجهة تصدير مع ارتفاع الصادرات 39% عند مستوى قياسي 25.5 مليار دولار .
وارتفعت صادرات الذرة 53% وشحنات لحوم البقر 43% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي ، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وذلك مع توسيع الولايات المتحدة الامريكيى مبيعاتها الخارجية لمجموعة واسعة من السلع الزراعية رغم شكاوى من ارتفاع التكاليف والتأخير في الشحن عبر المحيط0وهذا على سبيل المثال وليس الحصر .
الحرب وحصد الغنائم
وما يدهش العالم ان ترتفع الاسعار فى امريكا نتيجة نقص خطوط الامداد وهى لديها اكبر مخزون استراتيجى فى العالم ان التضخم شكلاً وليس موضوعاً لاضعاف الكل ومزيد من الهيمنة .
والسؤال هنا استخدام البنك الفيدرالى سعر الفائدة و هو صاحب اكبر عملة قبولا فى العالم و ماهى وحدة النقد التى تريد الحصول عليها الولايات المتحدة الامريكية مقابل الدولار .
ان الركود يسود العالم و تحصد امريكا ودول النفط الغنائم ويدفع ثمن الحرب اوروبا ودول الاقتصاد الناشئ .
وللحديث بقية حفظ الله مصر وقائدها وشعبها العظيم