الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب رثاء للراحلة الدكتورة مها عبد الفتاح.. ستبقى ذاكرتك عطرة
اليوم نلتقى في مسجد إسد ابن الفرات لنعزى أنفسنا فى وفاة السيدة الفاضلة والزميلة الدكتورة مها عبد الفتاح أحد أركان مؤسسة بوابة الدولة الإخبارية التي رحلت عنا، ولن نراها مرة ثانية ،لكن ستبقى ذكراها العطرة ترفرف علينا
هكذا هو حال الدنيا، كلنا راحلون، ففي مواعيد القدر ومشيئة الله لا نملك سوى أن نرفع الأكف إلى السماء لندعو لمن اختاره الباري ليكون إلى جواره، رحمه الله تعالى وأسكنها فسيح جناته.
إنني شخصيًا، لا أجد كلمة توفي فقيدتنا الراحلة حقها من التكريم الذي يجدر أن يليق بها ، وهى التى أوجدت بغيابها، هذا الحزن الذي يشع في الوجوه، عندما رأيت في عيون الزملاء الدموع تكاد تتحجر في عيونهم من الأسى عليها فور سماع نبأ وفاتها الذى نزل علينا كالصاعقة ، ولكن لا راد لقضاء الله، لله ما أعطى، ولله ما أخذ.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا " أختنا الغالية " لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون ،وعزانا بكما أنكما انتقلتما من شقاء الدنيا وهمومها إلي رحاب أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
ماذا عسانا أن أقول في سطور بسيطة محاولًا أن أرضى بهذه الكلمات ضميري تجاه الراحلة التي عرفتها عن قرب خلال حضورها الى مؤسسة بوابة لدولة الإخبارية،وتعاونها غير المحدود مع جميع الزملاء،
فكل كلمات الرثاء صعبة، وكل كلمات النعي متحجرة، ومن الصعب أن ننعيها ، ومن المؤلم جدًا، أن يجد المرء نفسه يسكب الدموع أو الكلمات لترثي قلبًا بحجم قلب وطيبة ونقاء وإخلاص، الزميلة والاخت الدكتورة مها عبد الفتاح التى كان يلتف حولها جميع الزملاء مجرد حضورها الى مؤسسة بوابة الدولة الاخبارية مرحبين بها وبإطلالتها الرائعة ، كان يسأل عنها الجميع عندما تغيب ، أين الدكتورمها ؟ كانت بالنسبة للزملاء حالة خاصة
لقد رحلت عنا، الزميلة الصادقة في التعامل، صاحبة الروح الجميلة الإنسانية، وحبيبة الجميع، وصاحبة السلوك البسيط والسيدة الخدومة الكريمة ، والاخت للجميع، رحلت عنا عنوان التلقائية والبساطة، السَّهل التى لا يمكن تقليدها أو مضاهاتها،رحلت عنا صاحبة القدوة والقيم الطبية والاجتماعية النبيلة.
رحلت من كانت مبتسمة صبورة على أقدار الله، رحلت من كانت حسنة التعامل مع الآخرين، رحلت من كانت كريمة الخصال والسجايا، رحلت من كانت متواضعة لأقصى درجات التواضع، هى صديقة وافية لكل الصحفيين والقدوة الطيبة فى التسامح والتدين والهدوء والسكينة، تحب الخيرللجميع وتحثهم علية ونحسبها كذلك.
رحلت عن دنيانا تاركة لنا طيب عملها وحسن سيرتها، ونقاء سريرتها، واجمل الذكريات والصداقة والاخوة،رحم الله فقيدتنا، ورزق كلّ من عرفها وأحبّها جميلَ الصبر والسلوان،ونسأل الله أن يجمعنا بها في جنة الفردوس، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى، ولا نقول إلا ما قاله الصابرون: (الَّذِينَ إِذَا أَصَأبَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)..
والحمد لله ربِّ العالمين على قضائه وقدره، وإنا على فراقك لمحزونون، فما أعظم حزننا عليك، وما أكبر مصابنا بفقدك! فأحسن الله عزاء أسرتك الكريمة، وأحسن الله عزاءنا فيك.
قال الله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)، قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت).
الى جنات الخلد الاخت والزميلة الدكتورة مها ، رحمك الله يا من كنتى لنا القدوة ، وانا لفراقك لمحزونون ، لكن لا اعتراض على مشيئة الله، فالموت حق يصيب كل انسان على هذه الارض، لقد تركتى في قلوبنا جرحا لن يندمل بسبب فراقك ورحيلك فكيف لا نراكى بوجهك الطيب ، انه مصاب جلل ان تفتقدك أعيننا التي اعتادت على مشاهدة ابتسامتك الشفافة ووجهك البشوش. لانسأل سوى الله ان يصبرنا على فراقك يا من سكنتى قلوبنا بروعة تعاملك ورقيك الكبير! ستبقى ذكراكى خالدة في عيوننا ة ويبقى ذكرك العطر نبراسا يضيء لنا أيامنا،رحمك الله وإلى جنات النعيم.