الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب: إستشهاد نجل مستشار وزير الأوقاف .. خير شاهد على فشل الحكومة
قبل الخوض فى تفاصيل تلك المأساة التى سوف نعرض لها فى السطور القادمة .. أعلم وعلى يقين أن الموت حق على فرد منا وأنه حقيقة ثابتة لا محالة وكأس سوف يتجرعه كل البشر .. وأنه قضاء الله وقدره الذى لا مرد له ، والموت محدد له الزمان والمكان .. والقرآن الكريم به الكثير من الآيات الكريمة الدالة على ذلك ومنها الآية الشريفة فى قل الله تعالى: " مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ "
صدق الله العظيم
( الآية ٢٢ من سورة الحديد )
منذ أسبوع بالتمام والكمال توجه الشاب عبدالستار نجل صاحب الفضيلة سيدنا الجليل الدكتور محمد عزالدين مستشار وزير الأوقاف والذى بدأ فى عامه الثلاثون منذ عشرون يوما فقط ويعمل مهندسا فى مصنع العبد للحلويات بالشرابية إلى الكوبرى الدائرى بالقرب من نزلة مؤسسة الزكاة الواقعة فى زمام قسم المرج وكان عائدا من زيارة خاطفة لشقيقه.
وكان يقف عبدالستار مثل غيره من الركاب على جانب الطريق منتظرا سيارات الأجرة للعودة إلى منزله بمنطقة هاشم أغا بالشرابية بمحافظة القاهرة.
عقارب الساعة تشير إلى الثامنة مساء تلك الليلة الشتوية المشئومة .. ليل موحش .. الظلام يفرض سطوته على ذلك المحيط الذى ينتظر فيه الركاب سيارات الأجرة وهذا أمر غريب حيث لا يعقل أن يكون هناك جزء من الطريق الدائرى بلا إضاءة كافية فهذا طريق يخضع للمعايير القياسية الدولية والتى من أبسط بنودها توفير الإنارة المناسبة .. ولكن هذا ليس جديدا فى ظل حكومة تعشق الفشل ولا تشغل بالها بتوفير الراحة والأمان للمواطنين.
عدد من الشباب المستهتر يمتطون الدراجات النارية التى لا تحمل لوحات معدنية يقودونها بسرعة فائقة بعد أن حصلوا على المزاج المعتاد .. يخترقون الطريق بجبروت شديد لا يكترثون بمن حولهم .. مختلف أنواع المخدرات التى يتناولونها تجعلهم فى حالة مزاجية عالية السلطنة.
السيارات من حول قائدى تلك الموتوسيكلات تجبرهم للإنحراف ناحية اليمين من الطريق وهم يرفضون الإستسلام لأحكام وآداب الطريق يتجهون بسرعتهم الفائقة فى إتجاه هؤلاء الأبرياء الذين يقفون على جانب الطريق ويصدمونهم فيصاب أربعة ضحايا من بينهم المهندس الشاب عبدالستار عزالدين ويتركونهم يصارعون الموت وكأن هؤلاء الشباب المتسابق نحو قتل البشر أصابهم سُعار الدم والهوس بقتل الضحايا الأبرياء.
أهل الخير حاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه وقاموا بالاتصال بالأجهزة المختلفة وأخيرا حضرت سيارات الإسعاف العربة تلو الأخرى ونقلت المصابين إلى المستشفيات وفى مستشفى السلام رقد الجثمان الطاهر للشهيد عبدالستار محمد عزالدين وغيره من الأبرياء فى واقعة دامية سقط فيها الضحايا وسقط معهم مستقبل جيل بأكمله معرض للموت بسبب تقاعس الحكومة وإستهتار هؤلاء الشباب الساقط فى براثن إدمان المخدرات.
هكذا يرحل الشهداء من أبناء الوطن .. بكل سهولة ونتيجة رعونة شباب هم عبيد تحت رحمة أنواع الكيف المختلفة التى تنتشر فى أرجاء المجتمع الذى أصيب بحالة من الوهن والضعف والذلة والهوان أعطت لهم تلك الحكومة الفاشلة صلاحيات واسعة لإغتيال أحلام المستقبل .. بلا جدال جميع الأجهزة المعنية متورطة فى مثل هذه الجرائم خاصة حين نكتشف أن هذه البقعة المهمة من الطريق الدائرى لا توجد بها كاميرات تلك الكاميرات التى أصبحت معلقة فى كثير من حوارى وأزقة المحروسة أما محيط هام بالطريق الدائرى فلا توجد به كاميرا واحدة رغم تكرار حوادث القتل والسرقة بالإكراه فى نفس ذلك المكان المشبوه الواقع فى نطاق قسم وحى المرج بمحافظة القاهرة.
والأدهى من ذلك أن مثل هذه الأماكن تعد مرتعا وأوكارا لمافيا المخدرات التى إنتشرت بصورة خطيرة خاصة بين الشباب وهى الكارثة التى سبق أن تحدثنا عنها كثيرا وطالبنا بسرعة تدخل الرئيس السيسى والعمل على تبنى خطة تقضى على بارونات المخدرات.
إذاً فإن كل الأجهزة الحكومية المعنية فى قفص الاتهام جنبا إلى جنب هؤلاء الشباب المستهترون وبخاصة مسئولى وزارة الداخلية وكذلك مسئولى محافظة القاهرة فهؤلاء هم من غضوا أبصارهم عن رؤية الجرائم المرتكبة بشكل يومى فى هذا الطريق الدامى وتقاعسوا حتى عن إنارة هذا المكان ولم ترتجف جفونهم وهم يرون دماء الأبرياء تسيل أمام أعينهم ولم يحركوا ساكنا أمام تلك المشاهد الدامية ووقفوا مكتوفى الأيدى مستمتعين بالنظر على إغتيال الأبرياء.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى