الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب .. صمت ونطق حقّا

اختصر الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة أزمة انسحاب الأهلى فى مباراة القمة أمام الزمالك، بعد أن صمت كثيرا ونطق حقا وحدد الأسباب وطرق العلاج فى أزمات مستقبلية بالسيناريو نفسه والتى ما زالت تداعياتها بين ترقب وقلق فى الشارع الكروى، وهل سينسحب الأهلى من الدورى وفى حال استمرار مشاركته هل سيلعب بالفريق الأول أم بالناشئين.
وزير الرياضة وجه أصابع الاتهام المباشر للأطراف الثلاثة اتحاد الكرة برئاسة هانى أبو ريدة ورابطة الأندية بقيادة أحمد دياب واصفا الاتحاد والرابطة بالضعف، والنادى الأهلى بتسرعه فى قرار الانسحاب فى مباراة القمة وعليه أن يتحمل قراره والزمالك تعرض لموقف مشابه فى الموسم الماضى بسبب انسحابه لاعتراضه على المؤجلات وتم خصم 3 نقاط من رصيده بجانب نقاط المباراة نفسها واعتبار الأهلى فائزا 3/صفر.
وتكرر السيناريو نفسه هذا الموسم، واعتُمدت نتيجة المباراة بفوز الزمالك اعتباريًا 3-صفر، وفقًا للائحة المسابقة، وخصم 3 نقاط من الأهلى بخلاف نقاط المباراة، وتحمله جميع خسائر العقود التجارية والبث وكافة النفقات الأخرى.
وأطراف الأزمة أتت بها جمعيات عمومية وليس للوزير دور فى اختيارها، ومشكلتها فى عدم تنفيذ اللوائح والقوانين الواضحة والاعتماد على الفهلوة فى تسيير العمل الإدارى، وكنت أتوقع مع تولى هانى أبوريدة المسئولية – قبل شهور- أن تقل المشاكل والأزمات خاصة فى عدم وجود ضغوط عكس فترات سابقة، بعد أن بات المنتخب طريقه مفتوحا لنهائيات كأس العالم 2026، وفتح اتصال مع الرابطة دون تشنجات وحساسية أثرت وستؤثر مستقبلا طالما هناك شعور دفين من كل طرف بالمنظومة بأنه الأفضل والأحسن وكلمته تمشى على الكل، وإذا كانت الرابطة قد تأخرت فى إعلان اتحاد الكرة بطلب الأهلى حكاما أجانب- قبل اللقاء بـ 12 يوما- حتى يجرى اتصالاته مع الاتحادات المختلفة لإرسال حكام، وكان على الاتحاد قبلها بأسبوع على الأقل الاستعلام مبكرا، هل هناك رغبة من الفريقين فى حكام أجانب لاتاحة الفرصة وإيجاد متسع من الوقت لقدوم الحكام.
والمسئولية نفسها على الأهلى الذى كان عليه مخاطبة الطرفين «الاتحاد والرابطة» مبكرا وبعيدا عن «الرسميات» من خلال التواصل تليفونيا للتأكيد على الرغبة فى الحكام الأجانب خاصة أن «الخطابات الرسمية» الموجهة هنا وهناك» تحمل معها البيروقراطية والفهلوة المسيطرة على معظم المؤسسات والهيئات فى مصر.
وزير الرياضة اعترف بأن مسئولى الأهلى تواصلوا معه يوم المباراة وقبل المباراة بأربع أو خمس ساعات بعد أن وجدوا أن الوقت يداهمهم وأنهم مقبلون على موقف حرج لو وافقوا على لعب المباراة بحكام محليين، ومجلس الإدارة للتو اشترط حكاما أجانب وباتت إدارة الأهلى أمام حلين أحلاهما مر بين الانسحاب واللعب والظهور بشكل غير حلو أمام جماهير النادى.
وكان حسام غالى عضو مجلس الأهلى قارئا جيدا للمشهد برفضه أى قرار حول الانسحاب فى حال عدم وجود حكام أجانب، بسبب توقيت اجتماع مجلس إدارة ناديه وتوقيت القرار الذى وضع الكل أمام قبضة «خنقة الوقت»
المشهد التراجيدى أساء لكل المنظومة وتخطاه لما هو أبعد، وسيناريوهاته ستتكرر لغياب الإرادة والإدرجية وكفاءة الأشخاص.
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى