الشوقيات المجهولة.. حكاية ديوان من لم ينشره أمير الشعراء أحمد شوقى في حياته
تمر اليوم الذكرى الـ153 على ميلاد أمير الشعراء أحمد شوقى، إذ ولد في 16 أكتوبر عام 1868م، وتتزامن مع ذكرى وفاته الـ89 حيث رحل في 14 أكتوبر عام 1932، وهو يعد من أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة، يلقب بـ"أمير الشعراء"، خلف ديواناً ضخماً عرف بديوان (الشوقيات).
وعندما عاد أحمد شوقى إلى مصر أطلق ديوانه "الشوقيات" وصدر الجزء الأول منه عام 1898، ثم قام الدكتور محمد السربونى بجمع الأشعار التى لم يضمها ديوانه وصنع منها ديوانًا جديدًا فى مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".
أصدر شوقى الجزأين الأول والثانى من ديوانه "الشوقيات" فى حياته، بينما صدر الجزءان الثالث والرابع بعد وفاته، فقد توفى عام 1932، وصدر الجزءان عامى 1936 و1943، وقد صدرت الطبعة الأولى من الشوقيات المجهولة عام 1961، وصدرت منها عدة طبعات بعد ذلك.
يضم الكتاب أكثر من 130 قصيدة، أى نحو 4 آلاف بيت من الشعر، بخلاف نحو ألف بيت آخر من الأبيات والمقطوعات المتفرقة، وأيضًا نحو 60 مقالة وقطعة نثرية، كلها لم تُنشر فى دواوين شوقى ومؤلفاته التى طُبعت فى أثناء حياته أو بعد مماته.
وقد جمعت "الشوقيات المجهولة" شعرًا لشوقى من 33 صحيفة ومجلة، أبرزها: الأهرام، والمؤيد، والوقائع المصرية، واللواء، والمصور، والرسالة، والهلال، والسياسة الأسبوعية، وغيرها.
يقول السوربونى - فى تنبيه افتتح به الجزء الأول من الكتاب - إنه لو لم يوفقه الله فى العثور على ذلك الكنز، لظل جزء كبير من شعر شوقى دفينًا إلى الأبد، خاصة أن الكثير من قصائده ومقطوعاته كان يُنشر فى الصحف بلا إمضاء أو بإمضاء مستعار.
ويضيف: "وقد كشفنا عن هذا الشعر الأخير المستتر، كما كشفنا عن الشعر الذى كان مطويًا فى بطون الصحف والمجلات القديمة"، ويشير إلى أن القصائد والأبيات التى تحمل توقيعات مستعارة لشوقى بعضها تكشف مع الزمن مثل: "النديم، سائح ـ ش"، والبعض الآخر تنم عليه أنفاسه.
وينقسم الجزء الأول من "الشوقيات المجهولة" إلى ثلاثة أقسام: المقدمة التى تلقى الضوء على حياة الشاعر ونشأته الأدبية، والقسم الأول الذى يضم أشعار شوقى المجهولة التى نُشرت بين عامى 1888 و1899، والقسم الثانى ويضم الأشعار التى نُشرت بين عامى 1900 و1903.
ويقع الجزء الثانى فى أربعة أقسام، تُستكمل بها أقسام الجزء الأول، وهي: القسم الثالث للأشعار المنشورة بين عامى 1904 و1908، والقسم الرابع، ويضم الأشعار المنشورة بين عامى 1909 و1914، والقسم الخامس للأشعار المنشورة بين عامى 1917 و1932، وقد أضيفت لهذا القسم قصائد كثيرة كان يجب إدراجها فى الأقسام السابقة بحسب تواريخها، بينما يُخَصَص القسم السادس لشعر الغناء.
ويذكر الكاتب ظروف ومناسبة كل قصيدة ينشرها فى كتابه، ومن أمثلة ذلك، ما جاء عن قصيدة بعنوان "حكاية السودان.. تهنئة الجيوش المظفرة على الحدود بفتح زريبة الأمير محمود" والزريبة هى نطاق محصن كانت تستخدم متجرًا أو مركزًا لتجارة العاج أو الرقيق، كما كانت محطات تموين للقوافل المسلحة التى تتوغل فى أراضى الزنوج للحصول على العاج، وكانت هذه الزرائب نقاط ارتكاز للنفوذ العربى والإسلامى فى التوغل داخل إفريقيا، لذلك فقد حاول الإنجليز والأوروبيون القضاء على هذه الزرائب بزعم محاربة تجارة الرقيق، لكنها فى الحقيقة كانت تحاول منع امتداد النفوذ العربى فى إفريقيا.