الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب (امهات اليوم وأمهات الامس )
صحيح عرفنا وتعلمنا فضل الام وحثنا الدين على طاعة الأم لكن ماتعلمناه من امهاتنا في العقود التى عشناها يختلف عما نراه من امهات اليوم ..كنا نصحوا صباحا بصوتها وكانت تشرف على فطورنا إلى أن نذهب الى مدارسنا وتحرص على ساندوتشاتنا التى نحملها في الشنط الكستور وناكلها في الفسحة التى كانت تأتى في منتصف اليوم المدرسي وعندما ينتهى اليوم الدراسي و نعود إلى المنزل كنا نخلع ملابسنا ونذهب إلى غيطاننا بجوارها وهي تحمل الغداء للوالد وانفار الغيط وكانت تعود وتحمل معها فوارغ الغداء ونمشي معها ..المهم وكانت تأتى وتذهب وتسوق الساقيه وتملئ المياه من طلمبه المياه المرشحة الوحيده في القرية المجاورة لمنزلنا وكانت تعجن وتخبز عيشنا وتطبخ ارزنا على الكأنون ولا تعرف البوتجاز وتسقع المياه في القله الفخار والزير ولا تعرف الثلاجات ولا الديب فريزر امى كانت لاتكسر خاطر كل من يطرق بابنا هكذا كنت أراها لدرجة أن الفقراء كانوا يقولون لبعضهم اذهبوا إلى الحاجه فوزية فهم يحبونها مثل مانحبها ..كانت لا تجلس الا عند النوم وطول النهار عمل في عمل ..وفي الفجر تصحوا مع والدى لكى تحمل البان الماشية تجهيزا لبيعها أو عملها جبن وقشطة وسمن بلدى وزبده ..كانت تعرف الرايب ولا تعرف الزبادى الذى تتهافت عليه امهات هذه الأيام ..
امهات الامس لا تعرف الولادة القيصرية ولا الرضاعة الصناعية مثلما تعرف امهات اليوم
أكثر من خمس سنوات مضت على فراق أمي التى رحلت بجسدها، لكنها لا تزال موجودة في كل شيء حولي في مواقف متشابهة و أكلات محببة، نصائح باقية و ضحكات وسط لمة لم تعد تتكرر بفعل مشاغل
الحياة، في ممشاها وحركاتها لايوجد مثلها وكل من حولي لا اجد فيه مواصفات امى دائما حاضرة لدرجة أن زوجتى وأولادي يجعلونى أتذكر امى وتصرفاتى معها ولا أجد اى تشابه بين الجيلين فحضنها مازال في مشاعرى..عشت في القاهرة ٤٠ عاما لا اجد مثلها ام واشاهد امهات اليوم لا اجد مثلها ام .
منذ رحيلها وانا اشعر اننى تائها لأجد حنانا كما كنت أراه في امى ..إذا كنا نكتب في عيد الأم هناك محطات كثيرة تجعلنى لا انسي امى أنها مثلا لأنها لم تنجب اناث أشقاء لنا وكنا كلنا ذكور جائت بابنة خالتى وتربت وكبرت بيننا على أنها اختنا وكنا نناديها علي انها شقيقتىنا ولم نعاملها يوما ما أنها ابنة خالتنا وعاشت بيننا وتزوجت من قريتنا واصبحنا نحن أخوال اولادها وعندما كبرنا وسالناها قالت انا جئت براوية ابنة خالتكم عطيات لاننى لم انجب بنات وانا اريد لكم اخت وايضا لكى تساعدني على مشاغلكم وتغسل وتكنس معي البيت هكذا كانت حكمة وفطرة امى ..أقول لأمي رحمك الله وغفر لك الله فكنت نعم الام رحمة الله علي والدى الذى صانها .واقول بمناسبة عيد الأم رغم رحيلها منذ سنوات فهى مازالت مصدر قوتي.واتسائل في النهاية هل امهات اليوم مثل امهات الامس ..
كاتب المقال الكاتب الصحفي مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب .. بوتين يفضح بايدن اضغط هنا
الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق يكتب .. وعى الشيوخ اضغط هنا
الكاتب الصحفى مجدي سبلة يكتب ..نداء الي رئيس الوزراء .. (قمامة القرى تشوه حياة كريمة ) أضغط هنا
الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب.. رسالة الي محمدالاتربي أضغط هنا
الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب.. الأحزاب والفلوس اضغط هنا
الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب.. لماذا ١٠٨ حزب اضغط هنا
الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق يكتب..جودة الحياة اضغط هنا
الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق يكتب.. النقد مسئولية وطنية أضغط هنا